بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 1 فبراير 2024
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن أدوار أمهات المؤمنين زوجات الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في نقل الحديث النبوي الشريف، وأما دور أم المؤمنين السيدة هند أم سلمة رضي الله عنها فقد روت عنها الكثير الطيب، إذ تعد ثاني راوية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذ لها جملة أحاديث قدرت حسب كتاب بقي بن مخلد ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثا، اتفق لها الإمام البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثا، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر.
ومجموع مروياتها حسب ما ورد في تحفة الأشراف مائة وثمانية وخمسون حديثا، وكان وجود أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما خاصة بين الصحابة، وتأخر وفاتهما بعد النبي صلى الله عليه وسلم من العوامل المهمة التي جعلت الناس يقصدونهما خاصة للسؤال والفتيا، وبعد وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سنة ثماني وخمسين من الهجرة النبوية، تربعت أم سلمة رضي الله عنها على سدة الرواية والفتيا لكونها آخر من تبقى من أمهات المؤمنين، الأمر الذي جعل مروياتها كثيرة، إذ جمعت بين الأحكام والتفسير والآداب والأدعية، والفتن وغيرها، أما أم سلمة فإن معظم مروياتها في الحديث الشريف في الأحكام وما اختص بالعبادات أساسا كالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج.
وفي أحكام الجنائز، وفي الأدب، وفي ستر العورة، وفي رفع الرأس إلى السماء عند الخروج من البيت، والمرأة ترخي من إزارها ذراعا، وروت في الأشربة، والنهي عن عجم النوى طبخا وخلط النبيذ بالتمر، وفي النكاح، روت زواجها، وفي الإحداد والرضاع كما روت في المغازي، والمظالم والفتن، في الجيش الذي يخسف به، وفي المهدي، وروت في المناقب في ذكر علي وذكر عمار، وهذا يدل على قوة حافظة أم سلمة واهتمامها بالحديث رضي الله عنها، كما نقل عنها مروياتها جيل من التلاميذ رجالا ونساء، من مختلف الأقطار، حيث روى عنها رضي الله عنها خلق كثير، وكانت السيدة زينب رضي الله عنها من النساء اللواتي حفظن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ورويت عنها.
وقد روت رضي الله عنها أحد عشر حديثا، واتفق الإمامان البخاري ومسلم لها على حديثين منها، ولقد روى عنها العديد من الصحابة منهم ابن أخيها محمد بن عبدالله بن جحش، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ومذكور مولاها وروى عنها أيضا الكثير من الصحابيات منهن " زينب بنت أبي سلمة وأمها أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان المعروفة بأم حبيبة رضي الله عنها، وأيضا كلثوم بنت المصطلق، ومن الأحاديث الشريفة التي رويت عنها رضي الله عنها " عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أبي سلمة، أنها أخبرتها دخلت على زينب بنت جحش حين توفي أخوها، فدعت بطيب فمست منه، ثم قالت والله مالي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم تحد على الميت فوق ثلاث ليال، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا".
إضافة تعليق جديد