رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 7 ديسمبر 2024 11:01 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن طيشان الباطل وزواله

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 17 فبراير 2024
نقف مع الجوانب الإنسانية في حياة خير البرية صلى الله عليه وسلم لنشاهد إنسانية خير إنسان وطئ الثرى، وخير إنسان علم الإنسانية القيم والأخلاق الإنسانية النابعة عن إنسان وعى الحياة وبصره بها ربه سبحانه وتعالى، فكان صلى الله عليه وسلم هو الإنسانَ الكامل في إنسانيته، فكان صلى الله عليه وسلم كامل في شريعته إذ جعلها تلائم بني الإنسان، وكامل في إنسانيته، عندما يتعامل مع زوجاته وأطفاله، وكامل في إنسانيته مع نفسه ومع مشاعره، وكامل في إنسانيته مع أعدائه، ولما لا وهو رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم الذي أعطى الإنسان قدره، ورفع من شأنه وكرّمه؟ أمة الحبيب الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، إن المتأمل في التشريعات التي جاءت على لسان خير الكائنات صلى الله عليه وسلم.
ليلمس فيها الجانب الإنساني الذي يقدر إنسانية المسلم، ويعرف قدرته وطاقته لذا جاءت التشريعات تحمل المعنى الإنساني في اليسر والسهولة، والرفق والرحمة، وإليكم بيان ذلك حيث قال تعالى " يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا " وقال ابن كثير رحمه في تفسير" يريد الله أن يخفف عنكم" أي في شرائعه وأوامره ونواهيه وما يقدره لكم ولهذا أباح الإماء بشروط كما قال مجاهد وغيره، " وخلق الإنسان ضعيفا " فناسبه التخفيف لضعفه في نفسه، وضعف عزمه وهمته، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها فلانة لامرأة فذكرت من صلاتها، فقال" يريد الله أن يخفف عنكم "مه، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يملّ الله عز وجل حتى تملوا، إن أحب الدين إلى الله ما داوم عليه صاحبه"
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا" وفي رواية " وسكّنوا ولا تنفروا" فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، واعلموا يرحمكم الله إن الدرس المستفاد من الآيات والأحاديث في موضوع الصراع أو الخصومة بين الحق والباطل هي ثبات الحق وانتصاره ورسوخه وطيشان الباطل وزواله، وهذا ظاهر من خلال الآيات القرآنية الكثيرة، فإن الطائفة التي تحمل الحق سماها الرسول صلى الله عليه وسلم الطائفة المنصورة، إشارة إلى أن النصر هو حليفهم في النهاية طال الزمن أم قصر، وهذا نموذج من الخصومة بين الحق والباطل، لأن الخصومة قد تكون خصومة فكرية، وقد تكون خصومة في ميدان القتال.
وإن الملاحظة الرابعة، وهى أن هذا النصر الموعود ليس أمرا يأتى بقضاء الله وقدره بدون جهد البشر، والله قادر على ذلك، فالله تبارك وتعالى خلق في السماء ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" وفي حديث أبي ذر الغفارى في صحيح مسلم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "أطت السماء وحق لها أن تئط والأطيط وهو صوت الراحل إذا ثقل عليها الراكب أو غيره صار له صوت أطيط وأزيز، ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وفيه ملك راكع أو ساجد" فهؤلاء لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، فالله تبارك وتعالى قادر على أن يخلق البشر كذلك لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، لكن خلقهم عز وجل بهذه الصفة، وجعل الإنسان في ميدان الخصومة بين الحق والباطل للابتلاء والامتحان.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.