رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 26 يونيو 2024 4:02 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن عظم أمر الشهادة في سبيل الله

 

بقلم/ محمـــد الدكــــروري

 

إن استحقاق وصف الشهادة لهذه الأمة يمثل مقام تكليف بالنسبة لها، وهذا المقام يستلزم تحقيق مناطه، وهو إقامة الشرع في النفس وفي الآخرين، وإن من عظم أمر الشهادة وورد فيه من الفضائل ما لا يحصى، فعن مخارق رضي الله عنه، قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل يأتيني فيريد مالي؟ قال " ذكره بالله" قال فإن لم يذكر؟ قال "فاستعن عليه من حولك من المسلمين" قال فإن لم يكن حولي أحد من المسلمين، قال "فاستعن عليه السلطان" قال فإن نأى السلطان عني وعجل علي؟ هذا اللص قاطع الطريق عجل عليّ ولم يكن وقت للاستنجاد، قال "قاتل دون مالك حتى تكون من شهداء الآخرة أو تمنع مالك" وإن من الشهداء أيضا، هو الموت في سبيل الدفاع عن الدين والنفس، فقال صلى الله عليه وسلم. 

 

"من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد" فإن الذي يقتل دفاعا عن عرضه ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، وقال صلى الله عليه وسلم "من قتل دون مظلمته فهو شهيد" والموت في الرباط في سبيل الله من أعظم الميتات وأطيبها، حيث قال صلى الله عليه وسلم " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان" وأما من مات على عمل صالح قبض عليه فإنه من علامات حسن خاتمته، قال صلى الله عليه وسلم "من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن صام يوما ابتغاء وجه الله تعالى ختم له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة" 

 

فلقد كان حرص السلف الصالح علي الاستشهاد في سبيل الله شديدا وواضحا رغم ظروفهم الصعبة، فإن الشهداء لهم تعريف خاص، وهو من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، فهو من اعتنق الحق، وأخلص له، وضحى في سبيله، وبذل دمه ليروي شجرة الحق به فهذا شهيد، وأما فضل الشهادة والترغيب فيها فشيء آخر، وهو أعظم وأجل، فعن مسروق قال سألنا عبدالله عن هذه الآية " ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" فعن مسروق قال سألنا عبدالله عن هذه الآية " ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" قال أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش 

 

تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا؟ قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يُتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نُقتل في سبيلك مرة، أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا" رواه مسلم، والترمذى، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال "ما أحد يدخل الجنة يحب أن يَرجِع إلى الدنيا، وإن له ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا، فيُقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة" رواه البخارى ومسلم.

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " والذي نفسي محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتَل، ثم أغزو فأقتَل، ثم أغزو فأقتل" رواه البخارى ومسلم، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين" رواه مسلم، وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل، لم أر قط أحسن منها، قالا لي أما هذه فدار الشهداء" رواه البخاري.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.