رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 4 يوليو 2024 6:26 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن عقد المصالحة بين أطراف الشعب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإن أصدق الحديث كلام الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد إن من وسائل بناء الأوطان والقضاء على الفساد والإرهاب هو عقد مصالحة بين أطراف الشعب عن طريق الحوار والإقناع، حيث إن من عوامل نجاح الطبيب أن يشخص الداء ثم يصف له الدواء فلو كان التشخيص خطأ لأصبح الدواء ضارا لا مصلحا فكذلك حينما نرى في واقعنا المعاصر الصراع بين طوائف المجتمع. 

والأحزاب والجماعات المختلفة والمتفرقة والمتشاحنة والتي يدعي كل فرد منها أنه على حق وهدي ورشاد وما سواه على باطل وضلال وتيه فضلا عن أسلوب الطعن والتجريح والسخرية وألوان الاحتقار والإثارة والاستفزاز والطرف الآخر المحاور يبادله بنفس الشعور والإحساس كما نرى ونسمع عن طريق الإعلام المسموع والمرئي والمقروء وما أكثره على شبكات التواصل الاجتماعي  ويقول إسحاق نيوتن واضع قانون الجاذبية الأرضية "كل فعل له رد فعل يساويه في القوة ويعارضه في الاتجاه" فلذلك كل إنسان تحاوره يوم ترفع صوتك يرفع صوته، ويوم تحترمه يحترمك، ويوم تكنيه يكنيك، فكذلك كل إنسان يتعامل بالقوة والقهر يبادل الطرف الآخر نفس الشعور لذلك نحتاج إلى إصلاح ذات البين وعقد مصالحة بين أطياف المجتمع حتى تسير السفينة. 

ونبني وطننا ونقضي على الفساد والإفساد والإرهاب من جذوره، أما حين يأبى أحد الأطراف المصالحة والمسالمة ويصر على التخريب والتدمير والقتل وسفك الدماء والإفساد والإرهاب فحينئذ نلجأ إلى إتخاذ العقاب الرادع لكل من تسول له نفسه بإهلاك البلاد والعباد، وكما أن من وسائل بناء الأوطان والقضاء على الفساد والإرهاب هو نشر وسطية الإسلام والفكر الوسطي في الإعلام ووسائل الاتصال، لأن آفة الإنحراف عن الوسطية أو الشذوذ عنها يقود إلى التطرف والجهل والإستبداد والإفساد والقتل والتخريب والإرهاب، والتقليد الأعمى، والتصرفات المرتجلة دون رؤية وتشاور وتقدير هادئ لعواقب الأمور، ولذلك تعاني بعض المجتمعات الإسلامية من تفشي الغلو والتطرف في الدين بين صفوف المراهقين فكريا.

وذلك من خلال تطبيق ممارسات خاطئة بحجة التمسك بالدين، وفي الواقع هم أبعد ما يكونون عن الدين الإسلامي الحنيف دين الوسطية والاعتدال كما أن المبتعدين عن وسطية الإسلام يسلكون في حياتهم مسالك وعرة، منهجهم القهر والإكراه، وسفك الدماء والتخريب ومصادمة المشاعر، ونشر الذعر والخوف، واستباحة الدماء والأعراض والأموال، لاتصافهم بصفتين شاذتين وخطيرتين هما الجهل بأحكام الشريعة الإسلامية المقررة في القرآن والسنة، ولاسيما الأحكام العامة التي تمس الآخرين، وأيضا التورط بتكفير المخالفين لهم لأدنى تهمة أو شبهة، واستباحة دمائهم، وهذا ظلم عظيم، فإن المحافظة على عقول الناس من أهم أسباب الإصلاح لأن الناس لو استقامت عقولهم، صاروا يفكرون فيما ينفعهم ويبتعدون عما يضرهم. 

إذن هناك علاقة كبيرة بين المحافظة على عقول الناس وبين الإصلاح لأن مما يذهب بأمن الناس انتشار المفاهيم الخاطئة حيال نصوص القرآن والسنة، وعدم فهمهما بفهم السلف الصالح، وهل تم تكفير الناس وأريقت الدماء وتم قتل الأبرياء وخفرت الذمم بقتل المستأمنين وفجرت البقاع إلا بهذه المفاهيم المنكوسة؟

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.