رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 25 ديسمبر 2024 8:32 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن عماد الدين والطهارة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدى الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن الصلاة عماد الدين وشرطها الطهارة، وهو الوضوء، وطهارة البدن، وطهارة الثوب، وطهارة المكان، فهذه هي الصلاة، فهل تستطيع الصلاة على مكان نجس؟ وهل تستطيع الصلاة فى ثياب نجسة؟ فى بدن نجس؟ لا تستطيع، فإن الوضوء، وطهارة البدن، والثياب، والمكان، فهى أول فريضة تعبدية على الإطلاق، شرطها النظافة، فقد رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا شعثا قد تفرق شعره فقال " أما كان يجد ما يسكن به شعره؟ "

ورأى رجلا آخر وعليه ثياب وسخة فقال" أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه؟ رواه أبو داود، وهكذا كان يتحدث النبى صلى الله عليه وسلم بلطف، وأنه أول انطباع للإنسان يكون عن الشكل ثم المنطق ثم المعاملة وذلك لأن أنت مؤمن، وأنت محسوب على المؤمنين، ومظنة إيمان عند أهلك، وعند أخوتك، وعند أصحابك، وعند جيرانك، وعند زملائك فى بلدك وهذا أيضا مسلم يحضر دروس علم، فهذا الإنسان بالذات ينبغى أن يكون فى أعلى درجة من النظافة والأناقة، ونحن لا نقول أن تلبس ثيابا فخمة غالية أبدا، فيمكن أن ترتدى أرخص ثوب لكنه نظيف، ويمكن أن تختار ألوانا متناسبة، أيليق بإنسان يؤم الناس في المساجد أن يركب دراجة وحذاء بلا جوارب وبلا رباطات، ويرفع ثوبه مظهرا ملابسه الداخلية، وهل يليق بالإنسان هكذا أهكذا المؤمن؟

يقول لك درويش، ليس هذا هو الدين، فعن سهل بن الحنظلية قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "أصلحوا رحالكم، وحسنوا لباسكم، حتى تكونوا كأنكم شامة بين الناس " رواه أحمد، وإن الشخص إذا التقى بشخص آخر أول مرة يتفحصه من هيئته فقط، فإن أول انطباع الشكل، الأناقة، النظافة، الشعر، الثوب، الترتيب، أول انطباع، عندما يتكلم الإنسان ينسى الناس ثيابه وينتبهون لكلامه، وعندما يعاملهم ينسون كلامه، وهذا هو الشكل ثم المنطق ثم المعاملة، وقيل عن المعامله أنه يقال أتعرف فلان؟ قال نعم أعرفه، قال هل جاورته أو عاملته؟ قال لا، قال هل سافرت معه؟ قال لا، قال إذن أنت لا تعرفه، وقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لرجل ذات يوم ولا يضرك أنى لا أعرفك"

فهذا هو رسول الله صلي الله عليه وسلم افتتح في العالم دورا جديدا، وأطلع فجرا جديدا، وقد بكى لفراقه الجذع، وحنّت إليه سارية المسجد صلى الله عليه وسلم، فكان الله تعالي معه يرعاه ويحفظه، ولقد شب المصطفى صلى الله عليه وسلم ونشأ ودرج في مكة، وحياته من جميع جوانبها نظيفة ولذلك لقبّه قومه بالأمين، وروى ابن جرير الطبري عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون به غير مرتين، وفي كل مرة يحول الله بيني وبين ما أريد، ثم ما هممت بسوء حتى أكرمني الله عز وجل بالرسالة فإني قلت ليلة لغلام من قريش كان يرعى معي بأعلى مكة لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة فأسمر بها كما يسمر الشباب.

فقال أفعل، فخرجت أريد ذلك حتى إذا جئت أول دار من دور مكة، سمعت عزفا بالدفوف والمزامير، فجلست أنظر إليهم، فضرب الله على أذني فنمت، فما أيقظني إلا مس الشمس، قال فجئت صاحبي، فقال ما فعلت؟ قلت ما صنعت شيئا، ثم أخبرته الخبر، قال ثم قلت له مرة أخرى مثل ذلك، فقال أفعل، فخرجت، فسمعت حين جئت مكة، مثل ما سمعت حين دخلتها تلك الليلة، فجلست أنظر، فضرب الله على أذني فو الله ما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي فأخبرته الخبر، ثم ما هممت بعدها بسوء حتى أكرمني الله عز وجل برسالته".

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.