رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 17 مايو 2024 2:26 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن ما أعظمك يا رسول الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 11 يناير 2024
الحمد لله ولي من اتقاه، من اعتمد عليه كفاه، ومن لاذ به وقاه أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله ومصطفاه، صلى الله وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوته واهتدى بهداه، أما بعد يقول جان باغوت غلوب وكان انتصار المسلمين على هوازن في حنين كاملا، حتى إنهم كسبوا غنائم كثيرة بين أعداد وفيرة من الإبل والغنم، كما أسروا عددا ضخما من الأسرى، معظمهم من نساء هوازن وأطفالها، وعندما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف دون أن يتمكن من فتحها، شرع يقسم الغنائم والأسلاب بين رجاله، ووصل إليه وفد من هوازن المهزومة المغلوبة على أمرها، يرجوه إطلاق سراح النسوة والأطفال من الأسرى.
وسرعان ما لبّى النبي صلى الله عليه وسلم الطلب، بما عُرف عنه من دماثة وتسامح، فلقد كان ينشد من جديد في ذروة انتصاره أن يكسب الناس أكثر من نشدانه عقابهم وقصاصهم، ولقد تأثر مالك بن عوف وهو زعيم هوازن المهزومة بهذا العفو الكريم والخلق العظيم من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بعدما أطلق له كل الأسرى من قومه، فجادت قريحته لمدح النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ ينشد أبياتا من الشعر يشكر فيها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتبر الحيوان كيانا معتبرا، ذا روح، يحس بالجوع، ويشعر بالعطش، ويتألم بالمرض والتعب، ويدركه ما يدرك الإنسان من أعراض الجسد لذا رأيناه صلى الله عليه وسلم تتألم نفسه ويرق قلبه لحيوان.
ألم به الجوع ونال منه الجهد فعن سهل بن الحنظلية رضي الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعير قد لصق ظهره ببطنه، فقال "اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة وكلوها صالحة" فما أعظمك يا رسول الله رغم مسؤولياتك الجسام، ومهامك العظام، إلا أنك لم تشغل عن مراقبة ما يحدث لحيوان من إساءة بالغة، وإهمال من ذويه فنصحت بالإحسان والرعاية، لقد وسعت شفقته فراخ طائر، وأبت أن يفرق بينهم، فعن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود رحمه الله عن أبيه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تعرش، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها".
ورأى قرية نمل قد أحرقناها، فقال "من أحرق هذه؟" قلنا نحن، قال "إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار" فهذا هو نبي الإنسانية، من علمها الرحمة والرفق واللين والحب صلى الله عليه وسلم، لقد كانت السكينة، والمودة، والرحمة ترفرف على بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وكان تعامله مع أزواجه، رضي الله عنهن، يمثل الذروة في الرحمة، والشفقة، والألفة، ولكن على الرغم من كل ذلك، وعلى الرغم مما كان صلى الله عليه وسلم يتعامل به من أخلاق سامية، إلا أن ذلك لم يكن ليحول دون وقوع بعض المشكلات العابرة بين أزواجه صلى الله عليه وسلم وهي مشكلات تؤكد بشرية النبي صلى الله عليه وسلم وتنطلق من واقعية الدين الإسلامي، وتعامله مع النفس البشرية، وما تحمله من صفات خلقية تزيد وتنقص، وهذا ما يجعل بعضا من هذه المشكلات الأسرية تخرج إلى السطح.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.