رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 2 يوليو 2024 7:18 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن مكانة الزهراء العظيمة عند المسلمين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم أما بعد، إن للسيدة فاطمة الزهراء بنت النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم مكانة عظيمة عند المسلمين بشتى طوائفهم، فتجمع على أن لها شأن عند الله عز وجل يفوق كل نساء العالم، وأنها سيدة نساء العالمين ولا يشاركها تلك المكانة سوى القليل من النساء مثل السيدة مريم بنت عمران، وتستمد السيدة فاطمة الزهراء مكانتها عند الشيعة من أنها أم الأئمة المعصومين لديهم، ولديهم الكثير من الروايات التي تبين مكانتها وأفضليتها عن كل النساء، فبعض المصادر الشيعية تروي أنها ولدت بعد أن أكل والدها تفاحة من الجنة فصارت نطفة في صلبه.

وكانت هي من هذة النطفة، ولكن ترجع أفضليتها لأنها من أكثر من عانى وقاسى مع أبيها محمد صلي الله عليه وسلم وكانت هي الراعية له على الرغم من صغر سنها وقسوة الظروف المحيطة بها، وإنه لم يخلو تاريخ النساء العظيم من روائع بالجود والتضحية، فقد ضحت السيدة أم سلمة بشمل الأسرة، وتحملت فراق الزوج والولد في سبيل الهجرة، وأيضا السيدة  أسماء بنت أبى بكر الصديق وعناؤها أثناء الهجرة، ولا تضحيتها بابنها عبدالله بن الزبير في سبيل نصرة الحق، فإذا كانت التضحية في كل ما سبق في الجانب الإيجابي، فكذلك تكون التضحية في الجانب السلبي لأن صاحبه يعتقد فكرة أو حرفة أو جريمة يضحي بكل شيء من أجلها مع أنها باطلة ومحرمة؛ فأنت ترى أن السارق يضحي من أجل سرقته ولو أدى ذلك إلى حبسه وسجنه وترى الزاني يضحي من أجل شهوته. 

وترى شارب الخمر يضحي بالغالي والرخيص من أجل سكره، وترى صاحب الأفكار المتطرفة الهدامة العفنة يضحي بنفسه وماله من أجل ترويج باطله، حتى ولو أدى ذلك بحياته، فالمخلص لوطنه من يحمل أدوات البناء والتشييد، والمعادي له من يحمل معاول الهدم والتخريب، والمحب لوطنه من ينشد الخير والسلام والأمن لبلده ومجتمعه، وعكسه هو الذي يسعى لإذكاء الفتن وإشعال الحرائق ويمارس الإرهاب والجريمة المنظمة، وإن جميع هؤلاء يتغنون باسم الوطن ويدعون خدمته والعمل لصالحه، واختلطت على العامة المفاهيم والأعمال، وبات من الصعب في العديد من الحالات والظروف والأوضاع والاضطرابات السياسية والأمنية التمييز بين المصداقية والزيف في استخدام هذه الشعارات، وبين المواطن الصالح الناصح الباني لوطنه. 

وذلك الكاذب المضلل المتاجر بقضايا وطنه وشعبه، بين من يدافع عن الوطن ومن يخونه، ومن حب الوطن هو أن تنظروا إلى بلال بن رباح رضي الله عنه وهو عبد حبشي كان يسكن مكة ولما هاجر كان يحن إليه وهي الأرض التي عذبته، وكان يفول ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة، بفخ وحولي إذخر وجليل، وهل أردن يوما مياه مجنة، وهل يبدون لي شامة وطفيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى أصحابه من المهاجرين يشتاقون إلى بلدهم دعا الله " اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة وأشد حبا " ولا عجب فحب الوطن من الإيمان، وقديما قال الحكماء إن الحنين من رقة القلب ورقة القلب من الرعاية والرعاية من الرحمة والرحمة من كرم الفطرة وكرم الفطرة من طهارة الرشدة أي صحة النسب، وطهارة الرشدة من كرم المحتد، أي الأصل وقال أخر ميلك إلى مولدك من كرم محتدك. 

وقال بعض الفلاسفة فطرة الرجل معجون بحب الوطن ولذا قال أبقراط  يداوي كل عليل بعقاقير أرضه فان الطبيعة تتطلع لهوائها وتنزع إلى غذائها، وقالت الهند حرمة بلدك عليك كحرمة أبويك لأن غذائك منها وأنت جنين وغذاءهما منه، وقال أخر من إمارات العاقل بره لإخوانه وحنينه لأوطانه ومداراته لأهل زمانه، وكانت العرب إذا غزت وسافرت حملت معها من تربة بلادها رملا وعفرا أى ترابا، حتى تستنشقه عند نزلة أوزكام أو صداع، لذلك كانت السيدة عائشة رضي اله عنها دائما تقول "ما رأيت القمر أبهي ولا أجمل مما رأيته في مكة" وذلك كناية علي حبها وعشقها وشدة حنينها للوطن.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.