رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 25 ديسمبر 2024 8:26 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن منهج الإسلام لمنع المشكلات الأسرية

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله له الحمد في الأولى والآخرة، أحمده وأشكره على نعمه الباطنة والظاهرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هدى بإذن ربه القلوب الحائرة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه نجوم الدجى والبدور السافرة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد تروى الأحاديث النبوية إلى قيام الساعة كيف كان النبي صلي الله عليه وسلم في إنسانيته ومعاملاته، وفي ذلك من الحكمة ما لا يخفى، حيث نسترشد نحن بهديه صلى الله عليه وسلم القولي، والفعلي في التعامل مع كل جانب من جوانب الحياة، ونحن في هذه العصر، الذي اتسم بتعقده، وتشابكه، وكثرة المشكلات الأسرية وتزايدها بأمس الحاجة إلى الهدي النبوي في التعامل مع هذه المشكلات لعلاجها.
وخاصة المشاكل الأسرية والزوجية، ومن ثم السير بقطار الحياة الزوجية بهدوء وسكينة، وصولا إلى المودة والرحمة والسكن، الذي ذكره الله عز وجل في قوله تعالي كما جاء في سورة الروم " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" ولقد وضع الإسلام منهجا وقائيا لمنع المشكلات الأسرية إبتداء، فحدد الحقوق والواجبات بشكل عام، ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ألا إن لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تـكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تـكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن" ونهى عن مفاجأة الأهل لمن قدم ليلا من سفر، وعلل صلى الله عليه وسلم ذلك.
لكي تستعد الزوجة لزوجها فتكون بأحسن حال بعد غيبته، فلا ينفر منها، أو يقع في قلبه عليها، ومخافة أن يخونهم، أو يلتمس عثراتهم، وهذا ما بوب به البخاري هذا الحديث، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا قدم أحدكم ليلا فلا يأتين أهله طروقا حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة" ونهى عن نشر أسرار ما يكون بينهم، حتى لا يوغر صدر أحدهم على الآخر، ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها" وأمر الزوج بالنظر بالعدل في سلوك المرأة وأخلاقها، فإن ساءه منها خلق، فلينظر لبقية جوانب شخصيتها، وبقية أخلاقها، حتى يكون هناك نوع من التوازن التعاملي، ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.
"لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر" وكما وضع الإسلام منهجا وقائيا حتى لا تقع المشكلات الأسرية، فقد وضع كذلك آلية للتعامل مع المشكلات الزوجية بعد وقوعها، في تدرج حكيم من الأسهل إلى الأصعب، ويراعي التباين في النفوس البشرية وتقبله للإصلاح، حيث يقول الله عز وجل كما جاء في سورة النساء "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا، وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا".

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.