رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 19 مايو 2024 5:43 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 10 يناير 2024
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد إن الإنسان يوم القيامة تتكلم جوارحه، تشهد عليه، يسمع عيناه، وهي تقول له يا رب أنا للحرام نظرت، يستمع لأذنه، وهي تقول بين يدي الله يا رب وأنا للحرام استمعت، ينظر ليده وهي تنطق، أنطقها الذي أنطق كل شيء يا رب وأنا للحرام أخذت، وإذا برجله وفخذه تتكلم يا رب وأنا للحرام مشيت، وإذا بجلده، وإذا بلسانه، وإذا بسمعه، وبصره، وإذا بيديه ورجله، ستة شهود، تنطق يا عباد الله.
" يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما بما كانوا يعملون" فهذه ثلاثة، وثلاثة آخرون يقول الله في سورة فصلت " حتي إذا جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون" وينتقل للحوار معها فيقول تعالي " وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون وما كنتم تستترون" ما كنتم تظنون، ما كنت تحسب وأنت تفعل الحرام أن الجلد سيتكلم، ما كنت تظن وأنت ترى الحرام أن العين ستشهد بالتفاصيل، ما كنت تظن وأنت تأكل الحرام أن اليد تعد، فاللهم سلم سلم، ستة عشر صنفا من الشهداء، ولا أقول ستة عشر شهيد الملائكة والمؤمنون والعلماء ومن كل أمة شهيد، ومحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وهذه الأمة المحمدية، والسمع، والبصر، والجلد، واللسان، واليد، والرجل، والأرض، والأيام، والحجر الأسود، والله سبحانه وتعالى كلهم يقومون مقام الشهادة، وما من شيء إلا ويشهد، وإن شهود الدنيا قد يكذبون، وقد يبالغون في الحقيقة، وقد يمتنعون عن الإدلاء بالشهادة خوفا من مهدد، أو طمعا في مرغب، وقد تكون شهادتهم غامضة تحتاج إلى توضيح وتفصيل، وقد يحضرون للشهادة وقد يمتنعون عن الحضور لشغل أو عائق، لكن شهود يوم القيامة يختلفون تماما عن شهود الدنيا، لا تنفع معهم الرشاوي، ولا يعرفون المجاملات، يؤمرون من ربهم وخالقهم فينطقون، لا يزيدون ولا ينقصون، لا يكذبون ولا يمتنعون، شهادتهم واضحة، وعباراتهم مفهومة، فلنحاسب أنفسنا.
ما دمنا في دار المهلة، ومادام في العمر فسحة، وفي الوقت متسع، ومادام باب التوبة مفتوحا، أسأل الله عز وجل، أن يرحمني وإياكم في ذلك اليوم، وأن يعاملنا بلطفه ومنّه وكرمه، وأن يتجاوز عنا، وأن يسترنا، ولا يفضحنا بين الناس، فاللهم إنا نسألك العزيمة على الرشد، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، ونسألك اللهم سترك ورحمتك يا أرحم الراحمين، نفعني الله وإياكم بهدي كتابه الكريم، وهدانا للاستمساك بهدي رسولنا الأمين، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.