رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 27 سبتمبر 2024 7:51 م توقيت القاهرة

الرجل الحديدي وأسرار جديدة ونظريات تتحقق

الرجل الحديدي................الجزء السادس عشر.  بقلم. مالك عادل

كانت هناك نظرية جرى تنميتها داخل الإدارة الأمريكية أو الإسرائيلية كانت تقول إن الثورة على مبارك قادمة لا محالة فى النهاية، ولم تكن هناك خلافات فى الرؤى بينهما، بينما كانت الخلافات فى النهاية تنبع من المدرسة التابع لها كل جهاز مخابرات فى كل من البلدين الذي كان يتعامل مع مصر بصفة خاصة والشرق الأوسط بصفة عامة، وفي هذا الشأن كانت المدرسة الأمريكية مترددة، لأنه تم إثبات أنها تضع فرس رهانها فى المكان الخطأ،
ولكن هذه المرة مثل لها جهاز الموساد الإسرائيلي صك الضمان، ولكن مالم يكن تعلمه الأجهزة فى كلا البلدين أن عمر سليمان كان له جولات وجولات، وكان يعلم جيدا أن ما يميز الموساد الإسرائيلي هو التخصص، وكان سليمان يدرك جيدا على الرغم من اهتمام الموساد الإسرائيلى بأجزاء أخرى فى العالم، إلا أن الموساد كان يضع فى اعتباره أن الدولة المحورية بالنسبة له ولحدوده هى الدولة المصرية.
.
الإدارة الأمريكية كان لها توجه تغذيه فى النهاية أفكار منشأها جهاز "السي آي إيه"، لكن هذه المرة لم يكن الأمريكان يريدون إيران أخرى لا يعرفونها، وهنا كان على الجميع أن يكشف أوراقه، ويتحدث عن رجاله بقدر من الحذر نعم، لكن كان من الضرورى أن تصبح الأوراق مكشوفة، والرجال كان لابد أن يصبحوا معروفين للعقول التى تدير الجهازين.

ونتيجة لعدد من الجولات والحوارات بين الجهازين برعاية ومتابعة من إدارة البلدين، انتهى الأمر بالاتفاق على إطلاق يد الموساد فى جزء كبير من الأمر مع استمرار التنسيق، خاصة أن إسرائيل قد أوضحت أنها بالفعل تحركت على الساحة المصرية، وباتت تملك الكثير من الأدوات، وكان اسم السر فى تلك الأدوات هو "ماك شناير" أو "الحاخام مارك شناير".

ومارك شناير، كان هو الرجل الذى جعل إسرائيل وقبل السنة الحاسمة فى مصر علاقة مباشرة مع جماعة الإخوان المسلمين، وكانت المفاجأة أن مارك شناير استطاع التجهيز والدعوة والإشراف على ثمانى اجتماعات مع الإخوان سبقت عام 2011 بكل مافيه من تداعيات تحت ستار التجهيز لمؤتمر اليهودى المسلم.
.
الاجتماعات التى نتحدث عنها كان مبارك على علم كامل بها عبرمدير مخابراته الجنرال عمر سليمان، لكنه تصرف فى الأمر وفقا لمبدأ أنه طالما علمنا بها فأنها لاتعنى شيئا، خاصة وسط تأكيدات غريبة تأتيه عبر وزير داخليته حبيب العادلى عن سيطرته التامة على قيادات الإخوان، وحينها كان ينظر عمر سليمان أن العادلي هو وزير الداخلية الخطأ فى المكان والتوقيت الخطأ، فأن قناعة غريبة قد تولدت عند مبارك بأن العادلى استطاع حماية النظام على مدار سنوات، بعد موجة الإرهاب العاتية، وبالتالي فأنه أحيانا ما يتصرف بثقة أكبر تجاه جهاز الشرطة المصرية بأكثر مما يتعامل مع جهاز مخابراته، وبقى مبارك حائرا بين الاثنين إلى أن سقط فى النهاية.
وبعد ذلك عقد اجتماع بين ممثلين للإدارة الأمريكية وعنصر واحد من الموساد الإسرائيلى والإخوان فى مصر أثناء أحداث الثورة المصرية جرى فيه الاتفاق على الخطوط العريضة، والتى حددت بضمان أمن إسرائيل وضمان شكل من أشكال تصدير الغاز مع ضمان أمريكى بالتأثيرعلى دول الخليج لمنح تسهيلات مالية كبيرة وتعهد أمريكي بإسقاط جزء كبير من الديون المصرية لأمريكا وأوروبا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.