رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 22 أغسطس 2025 10:27 م توقيت القاهرة

الزنا لا طريق أسوأ من طريقه.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد فإن خير الكلام كلام الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد لقد حرم الله عز وجل الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وإن من الوصايا التي تقي من الوقوع في الفاحشة هو المحافظة على الصلوات المفروضة للرجل في جماعة والمرأة في بيتها ومصلاها فيه، والإكثار من النوافل، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وكما أن من الوصايا التي تبعدك عن الفاحشة هو عدم الخلوة بين الرجل والمرأة غير ذات المحرم طهارة لقلوبهم وقلوبهن.
وفي الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم محذرا " ولا يخلون رجل بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما" رواه أحمد، وأخطر الخلوة تكون من الأقرباء، لأن دخولهم على البيت معتاد من غير نكير، فكان الخطر منهم أكبر والفتنة أمكن، لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال الحمو الموت " متفق عليه، والحمو هو قريب الزوج، وكما أن من الوصايا التي تبعدك عن الفاحشة هو المباعدة بين مجالس الرجال ومجالس النساء حتى في المساجد دور العبادة، فللرجال أماكنهم وللنساء أماكنهن، ومنع الإختلاط المحرم في أماكن التعليم والعمل وكل مجال يقود إلى الفتنة، وتيسير سبل الزواج، فمن عفّ عن الحرام خوفا من الله تعالى، أغناه الله تعالى ورزقه الحلال، فمن ترك شيئا لله تعالي.
عوّضه الله خيرا منه، وإلتزام الإستئذان والإستئناس حتى لا تقع عين المسلم على عورات أو تلتقي بمفاتن، وتجنب الحديث عن الفواحش وأصحابها لأن كثرة أخبارها تدعو النفوس إلى التهاون بها وإستسهالها، ولا تزال تتكرر حتى تصير متداولة مألوفة غير مستنكرة، وتجنب أصدقاء السوء الذين يزينون الحرام، ويتكلمون في الحرام، ويستسهلون الحرام، ويدلون عليه، فكم من صالح وصالحة من أسرة طيبة فسد وفسدت حياته بسبب صديق أو صديقة فاسدة، فصديق السوء كما قال الله تعالي في سورة الحشر " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريئ منك " ولقد حذرنا الله تعالي من جريمة الزنا، فقال الله تعالى " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا " ولقد أوضح الله سبحانه وتعالي في هذه الآية إيضاحا بيّنا أن الزنا لا طريق أسوأ من طريقه.
لكونه تخريبا في نظام الأسر القويم، بل هو فاحشة وعيب وشنار للشخص وقرابته، كما فيه إختلاط الأنساب، وفساد الأخلاق، وفقدان الغيرة والعفة والطهر في المجتمع المسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له " رواه ابن أبي الدنيا، لذا زجر الله سبحانه وتعالي عباده عن مقاربته، والأسباب الموصلة إليه ودواعيه، فما ظنك بمن يجترئ على الله ليفعله؟ والفتنة إن دخل فيها المسلم سيصعب عليه الخلاص منها لكون الإنسان يدمنها كالمخدرات، فأذكركم ونفسي بتقوي الله وأننا قد عزمنا على التوبة جميعا، توبة نصوحة لرب العالمين من كل الذنوب والمعاصي، الظاهرة والباطنة، فاللهم تب علينا إنك أنت الوهاب، ربنا ندمنا على ما عملنا فاغفر لنا واعفو عنا،
ربنا إهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت وإصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، يا الله يا مجيب الدعوة وقابل التوبة، اللهم اجعلنا من التوابين والأوابين والعائدين إليك والراجعين اللهم آمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
8 + 8 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.