بقلم مصطفى سبتة
أياعرب القدس تصرخ من شدة الألم
لو كنتُ يا قدسُ طيــــراً في أعالــيكِ
أســـــري إليكِ لأرســو في حـواريكِ
أصغي سماعاً لشكوى الناسِ تنحصرُ
جــــاء الغـــريب بديلاً عن أهــــاليكِ
الداءُ يا قـــــدسُ يأتي من خطـــيئتـنا
والكل يعلــــمُ ما يخــــفي أعـــــاديكِ
يأتي الغراب فيرسو في شوارعــــكِ
أما البــــلابلُ غابت من روابـــــــيكِ
أين العروبة والإســـــــلام عالمــــكِ
أفـــــواههم سكــــتت عما جرى فيكِ
أين الشعــــــوبُ ودين اللهِ يمنحــــها
حق الجهـــــادِ دفاعاً عن أراضـــيكِ
أين الأســـــود وقد هبت لنجــــــدتكِ
أصوات حمزة وابن العاص تغــنيكِ
أين الجحــــــافل تغــزو في مرابعكِ
سيـــف ورمح صـلاح الدين يحميكِ
يا قدسُ يا روضةً فيها مصالحــــــنا
هذا الجــــدار سيغـــــدو شوكةً فيكِ
يهـــــددون بتدميـــــرٍ لمسجـــــــدنا
هـــــــذا المـــبارك عند الله يعلـــيكِ
وقبةً الصخرة العلـــيا بمســـــجدها
تســــــمو شموخاً لترقى في أعاليكِ
أبناؤنا أخــــذوا عهــــداً بأنفســــهـم
أرواحـــــــهم في سبــــيل الله تفديكِ
يا قدسُ يا منحة المــــولى مقدســـةٌ
جــــاء الرســــولُ إماماً للصلا فيكِ
ألله أســــرى بهِ ليــــلاً لمسجــــدها
وللســــــماءِ عروجاً من أراضيــكِ
والأنبياءُ حضــــورٌ في مساحــــته
أدوا جميـــــعاً صـــلاةً في روابيكِ
هذي فضيلة رب الكــوْنِ يمنحـــها
فضـــلاً يظـــلُّ لأهل الخيرِ يأتــيكِ
باسم الصلـيب أداروا فيـــكِ معركةً
ويحـــــدثون دماراً في حـــــواريكِ
ويقتلـــــون أناساً دون مرحـــــــمةٍ
سبعون ألفــــاً ضحــــايا من أهاليكِ
صاروا ملوكاً بلا سيفٍ يصارعـهم
باســـم الصلـــيب أقامـــوا دولةً فيكِ
جاء إليهم صـــلاح الدين يبرمهـــم
مثــــل سجــــلٍ وللإســـــــلامِ يبقيكِ
كل الكنــائس ظلـــت في معالمــــكِ
من بعـــــدما بقيَ الإســـلامُ راعيــكِ
والناس عاشوا حيـــاةً لا يصاحبـــها
إلا شعـــــور التســـــاوي في أمانيكِ
كلٌ يؤدي صـــــــلاةً في مساجــــدهِ
والنـــور يعلو صعــوداً من نواديكِ
كل الطوائف تعــلي في مناشئــــها
حتى غــــــدوتِ عروساً في لياليكِ
والآن يا قدسُ ما لي لا أشاهدكِ
ســـوى التشاؤمَ من شرٍ يغطيكِ
جاء اللئام جهاراً في مخاصـمةٍ
لسلـــب أرضٍ نما فيــها أهاليكِ
والسور يعكسُ دوراً في مهمـتهِ
قطع الطريقِ عن الأحباب ينئيكِ
هدم البيوتِ بلاءٌ فـــيهِ غايتــــها
حتى القــــديمة منها في ضواحيك
يا قـدسُ يا تحفةً في الكون ترحمها
عيــن الإلهِ .. وتنهي من (بلاويكِ)
يا قــدسُ للبيت ربٌ سوف ينقــــذهُ
وســوف يمحقُ من يطغى ويشقيكِ
وسوف يُرفعُ صوت الحق منتصراً
وتسعــــدين بنـــصر اللهِ حامـــــيكِ
وترشفين كؤوس النصر ساعــــتها
وتفتحيــــن بيــوت اللهِ راعيـــــــكِ
إضافة تعليق جديد