رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 20 أبريل 2024 8:27 ص توقيت القاهرة

القوة والسلام علي أرض مصر. Edex 2021 : تسعى مصر لامتلاك الطائرات بدون طيار إلى دعم جهود تأمين الحدود

جاء اسم الطائرة المصرية الجديدة "نوت" مستوحًى من الحضارة المصرية القديمة، ليحمل اسم إلهة السماء عند المصريين القدماء.•

تزايدت استخدامات الطائرات بدون طيار عالميًّا حتى أصبحت جزءًا رئيسًا في ميدان الصراع الأمريكي الصيني.

جاء إعلان مصر عن أحدث منتجاتها العسكرية، خلال معرض "إيديكس 2021" للصناعات الدفاعية والعسكرية، في نسخته الثانية التي انطلقت في "القاهرة"، أمس الإثنين 29 نوفمبر، وتستمر حتى الخميس المقبل، بامتلاك أول طائرة بدون طيار مصرية الصنع، ليُحدث نقلة نوعية في القدرات المصرية في هذا المجال، في ظل تسابق عالمي لامتلاك طائرات من ذلك النوع.

ويذكر أن 400 شركة عارضة من 42 دولة، تشارك في معرض "إيديكس 2021"، الذي شهد لأول مرة الإعلان عن الطائرة المصرية بدون طيار "نوت"، والتي تم تصميمها بأيادٍ مصرية بنسبة 100%، كطائــرة متعــددة الأغــراض، يمكنهــا تنفيــذ العديــد مــن المهــام المختلفــة، منهــا: الاســتطلاع التكتيـكي، وتحديـد الأهـداف، وتصحيـح نـيران المدفعيـة، وتمييــز وتتبــع الأهــداف.

ومنذ عام 2014، اعتمدت مصر خطة لتنويع مصادر التسليح بالتوازي مع تعزيز التصنيع العسكري المحلي، ففي الوقت الذي نجحت فيه مصر في امتلاك أحدث الطائرات الحربية، وعلى رأسها "الرافال" الفرنسية، وكذلك أحدث حاملات الطائرات "ميسترال" الفرنسية، وعدد من الغواصات الألمانية، وغيرها من الأسلحة، فإن نسختي معرض "إيديكس" في 2018 و2021، قد شهدتا الإعلان لأول مرة عن أسلحة متطورة مصرية الصنع، كان أبرزها أجيال جديدة من المركبات المدرعة والقذائف الصاروخية المضادة للغواصات والطائرات وأنظمة لمكافحة الطائرات دون طيار، بالإضافة إلى أجيال متطورة من الدبابات وقذائف المدفعية، وغيرها من الأسلحة.

وقد جاء اسم الطائرة الجديدة مستوحًى من الحضارة المصرية القديمة، ليحمل اسم إلهة السماء عند المصريين القدماء "نوت"، كما أشار الفريق "عبد المنعم التراس"، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، إلى حرص مصر على خروج ذلك المنتج بصناعة مصرية كاملة، ليعبر عن مدى تقدم مستوى الصناعات العسكرية المصرية، في ظل احتفاظ الدول الكبرى بتكنولوجياتها العسكرية وعدم نقلها خارجيا.

وتشير تلك التصريحات إلى سباق التسلح العالمي لامتلاك الطائرات بدون طيار، باعتبارها مركبات فعالة ورخيصة الثمن في الوقت نفسه، بما يعطيها الأفضلية في بعض المهام أمام التكنولوجيات الجوية الأكثر تقدمًا، والتي قد تكون باهظة الثمن، حيث يمكن للطائرات بدون طيار إيجاد ثغرات في أنظمة الدفاع الجوي والمساعدة في تهيئة مسرح الحرب للطائرات الحربية والمدفعية، فضلا عن إطلاق صواريخها الخاصة.

ومع تزايد استخدام الطائرات بدون طيار عالميا، أصبحت الدول الكبرى تبحث عن أنظمة جديدة للدفاع الجوي تواكب تلك التطورات، لتتيح وسائل لاكتشاف وتعقب الطائرات بدون طيار، دون إطلاق صواريخ تكلفتُها أكثر من تكلفة تلك الطائرات ذاتها، خاصة بعد وصول ذلك السلاح لأيدي بعض الجماعات الإرهابية، مثل جماعة "الحوثيين" في اليمن، التي دأبت على إطلاق ذلك النوع من الطائرات لمهاجمة الحدود السعودية.

وقد تزايدت استخدامات الطائرات بدون طيار عالميا حتى أصبحت جزءًا رئيسًا في ميدان الصراع الأمريكي الصيني، حيث ذكرت "وول ستريت جورنال" أن الصين أصبحت مصدرًا رائدًا لإنتاج وتصدير الطائرات بدون طيار عالميا، مضيفة أن هناك 10 دول على الأقل في الشرق الأوسط وإفريقيا، قامت باستيراد الطائرات بدون طيار الصينية، مثل نيجيريا والإمارات.

وتسببت تلك الصفقات الصينية في تخفيف إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" من القيود المفروضة على تصدير الطائرات الأمريكية من ذلك النوع، حيث ترفض الولايات المتحدة بيع أفضل نماذجها في هذا المجال، حتى لحلفائها؛ تجنبًا لانتشارها، وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن "واشنطن" أبرمت مع الإمارات صفقة في يناير 2021، لتزويدها بـ 18 طائرة مسيرة أمريكية الصنع من طراز "9-MQ" مقابل 3 مليارات دولار أمريكي، بعد أن كانت الإمارات قد نجحت في امتلاك الطائرات الصينية.

وتعد الطائرة الأمريكية بدون طيار من طراز "9-MQ" من أحدث الأنظمة في ذلك النوع عالميا، كما يقوم مختبر أبحاث القوات الجوية الأمريكية أيضًا بتطوير طرازين جديدين منخفضي التكلفة، وهما "Skyborg" و"Valkyrie"، في حين تنافس روسيا عالميا بطائراتها التي بدون طيار "أوريون-ي"، مع تطوير طائرات روسية جديدة باسم "سيريوس".

وتسعى مصر من خلال امتلاك الطائرات بدون طيار إلى دعم جهود تأمين الحدود، خاصة من ناحية الاتجاه الاستراتيجي الغربي، حيث تواجه ليبيا نفوذًا خارجيا متصاعدًا يتمثل في دعم المرتزقة الأجانب بالسلاح على أراضيها، بينما يطالب المجتمع الدولي بإخلاء ليبيا من تلك العناصر المسلحة، ودعم جهود الانتقال السياسي السلمي، وإجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل.

وقد ذكر تقرير نشره موقع الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "NBR" أن الطائرات بدون طيار التركية قامت بأدوار ضمن أهداف تدمير أنظمة الدفاع الجوي في ليبيا وسوريا وأرمينيا، وذلك بعد إعلان تركيا إنتاج طائرات بدون طيار من طراز "Bayraktar TB2"، وظهورها في ساحات القتال العامَ الماضي.

ونشر الموقع تقريرا لفريق خبراء الأمم المتحدة بشأن ليبيا، الذي أكد رصد طائرات بدون طيار تركية تعمل بالذكاء الاصطناعي في ليبيا لأول مرة خلال شهر مارس عام 2020، خلال المواجهات التي دارت بين الجيش الوطني الليبي والميليشيات المتمركزة في المنطقة الغربية، واصفا ذلك النوع من الطائرات بـ"الروبوت القاتل".

وكانت تقارير أمريكية قد أشارت إلى دور الطائرات بدون طيار في توسيع نفوذ الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" خارجيا؛ مما أثار قلق دول حلف الناتو وروسيا على السواء، خاصة بعد أن قامت تركيا ببيع ذلك النوع من الطائرات إلى أوكرانيا التي تخوض صراعات سياسية مع "موسكو" منذ سنوات، وكذلك دعمها لكازاخستان، العام الماضي، بذلك النوع من الطائرات، في حربها بإقليم "ناجورنو كاراباخ"، ضد أرمينيا المدعومة من روسيا.

ويشير تصاعد كافة تلك الأحداث على المسرح العالمي والإقليمي سياسيا وعسكريا، خاصة مع عدم تحرك المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات تجاه الدول الراعية للإرهاب وعودة سباقات التسلح بين الدول الكبرى، إلى أهمية مختلف التحركات العسكرية المصرية لحماية أمن مصر القومي في ذلك المحيط المشتعل.

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.