رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 8 يناير 2025 1:33 ص توقيت القاهرة

الكبد وحصوات المرارة بين الظن والواقع.. بقلمي جمال القاضي

يلعب الكبد دورا مهما في العمليات الحيوية التي تحدث داخل جسم الانسان، حيث تتوقف صحة الانسان على سلامة وصحة هذا العضو، كما أن قيامه بالوظائف الحيوية التي يقوم بها والتي خلقه الله من اجلها يعتمد ايضا على سلامة وصحة كل من المعدة والاثنى عشر، حيث ان انزيمات المعدة تؤثر على نشاط الاثنى عشر وهذا الأخير يؤثر على افراز كل من البنكرياس والكبد للعصارات الهاضمة والانزيمات التي بهما عن طريق انزيمات خاصة تفرز من المعدة كمواد منبهة ومحفزة لكل من الكبد والبنكرياس فلايصاب الانسان بالسكري او يحدث لها اصابة تقلقه بالكبد، وعند حدوث خلل في دور المعدة وصحتها سوف يؤثر حتما على سلامة كل من الكبد والبنكرياس ويحدث بهما خلل ايضا .
وفي هذا المقال سوف نتحدث عن وظيفة واحدة فقط من بين عدة وظائف يقوم بها الكبد ألا وهي دوره في افراز العصارة الصفراوية والتي تخزن في الحوصلة المرارية لتفرغ مافيها وقت الحاجة وذلك يكون عند تناول الزيوت أو الدهون والتي تعمل على تحويلهما الى مستحلب دهني يسهل عملية هضم كل منهما بواسطة انزيم الليبيز والذي يفرز بعصارة كل من البنكرياس والامعاء الدقيقة بالاثنى عشر .
ومن المعروف ان الكبد يعمل على تصنيع الكوليستيرول والتي تعمل على اذابته بصفة مستمرة عصارة الصفراء
لكن السؤال المهم هنا لماذا تتكون حصوات داخل المرارة ؟
ان اسباب تكون الحصوات هو نتيجة عدم احتواء عصارة الصفراء على المادة التي تذيب الكوليستيرول بالقدر الكافي والذي يتجمع متصلبا داخل المرارة لكثرته مقابل المادة المذيبة له على شكل حصوات متعددة او حصوة واحدة مختلفة الاحجام، كما ان عصارة الصفراء تحتوي على الكثير من البيليروبين وهو مادة كيميائية تنتج عندما يقوم الجسم بتكسير خلايا الدم الحمراء والتي تسبِّب في بعض الحالات منها تحفيز الكبد على إنتاج الكثير من البيليروبين، متضمِّنة تشمع الكبد، والتهابات القناة الصفراوية، وحالات معيَّنة من اضطرابات الدم كما يساهِم ارتفاع نسبة البيليروبين في تكوُّن حصوات المرارة مسببة ألما شديدا مما يجعل المريض في حاجة للتدخل الجراحي لإستئصال المرارة .
يظن البعض ان باستئصال المرارة ومابها من حصوات انه بذلك قد استراح ولم يعد بعدها الشعور بالألم الذي كان يشعر به من قبل وان الأمر قد انتهى تماما ولم تعد هناك فرصة جديدة لتكوين حصوات، لكن الواقع غير ذلك، فربما باستئصال المرارة يشعر المريض بنوع من الراحة لبعض من الوقت لكن بعد مضي وقت قد يطول او يقصر تعود للكبد مشاكله التي تجعل المريض يعاني مرة آخرى .
فبعض الاطباء يعالج الأعراض لكنه يغفل عن سبب هذه الاعراض مثل الذي يصف لمريض الصداع اقراصا لتخفف هذا اعراض هذا الصداع المؤلم وبمجرد انتهاء مفعول الدواء يعود العرض كما كان ، وربما ذهب غيره ليعالج مخصا يعاني منه شخصا ما باعطاءه أقراصا تخفف عنه هذا العرض ايضا، لكنه لم يبحث وراء الأسباب التي كانت سببا رئيسيا في مثل هذه الاعراض فربما كان هذا العرض لمرض خطير .
وبالقياس على ذلك تكون حصوات المرارة داخل الحوصلة المرارية حيث نظن ان الأمر قد انتهى وذهبت المعاناة باستئصالها، لكن العلماء لم يتوصلوا تحديدا للأسباب التي تكون حصوات المرارة، لكن يمكن تلخيصها في سبب واحد رئيسي وهو خلل لوظائف الكبد، هذا الخلل يخفي وراءه اسبابا عديدة منها السلوكيات الغدائية والعدوى الفيروسية والتعرض للعدوى البكتيرية لبعض الامراض المعدية والطفيليات ومن اخطر هذه الاصابات العدوى الفيروسية والاصابة بمرض الأميبا المتحوصلة او انتاميبا هوستيليتكا التي تحلل خلايا الكبد مسببة تليفه، وهذه جميعا تجعل افرازات الكبد شديدة الحمضية فتصبح عصارة الصفراء سهلة التصلب مكونة حصوات بداخلها او بداخل القناة المرارية هذه الانبوب الممتد على طول المسافة مابين الكبد ابتداء الى الاثنى عشر انتهاء حتى وان تم استئصال المرارة بمافيها، لتبقى هناك فرصة لتكوين مثل هذه الحصوات طالما ان خلل الكبد في وظائفة مازال قائما، كما ان الماء الذي يحافظ على تناوله الانسان بصفة مستمرة ومنتظمة ومقننة يلعب دورا مهما لجعل هذه العصارة في انسابية وسيولة حيث ان امتناع الشخص عن شرب الماء لفترة طويلة يجعل هذه العصارة مركزة مما يعطي الفرصة لتحجرها بسهولة مع بلورات الأملاح الموجودة بها.
علينا قبل ان نعالج الاعراض ان نبحث مع المريض عن الأسباب التي اوصلت به لمثل هذه الحالة فقد يزول العرض ويعود الاثر مرة اخرى فكل مايصيب الانسان من أمراض او سموم او مايدخل الجسم من مواد غريبة فان مصيرها النهائي ومنفذها للخروج انما هو الكبد فوجب علينا ان نحافظ على سلامته بالابتعاد عن تناول المواد المكسبة للطعم واللون والرائحة او المواد الغذائية المحتوية على مواد حافظة او الاغذية والمعلبات السريعة والجاهزة وكذلك التي تم قليها بالزيوت المستعملة لمرات عديدة، كما يجب شرب الماء بكميات كافيه وممارسة الرياضة بصفة مستمرة والتي تحفز الكبد على سرعة التخلص من المواد السامة وتعزز فيه سلامة الوظائف الحيوية والانزيمات التي يفرزها وهذا كله ينعكس على صحة وسلامة الجسد وبنيانه.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.