بقلَم الكاتبة العراقية: مينا بشير
لن أعود...
لن أعودَ هذه المرّة...
لن أعودَ إلى نُقطةِ ارتِكازِ الماضي،
لن أقِفَ على ناصيةِ الفُرصةِ العاشِرة، و لن أطأَ حافّةَ الرُجوع.
لن أعودَ إليهم، فهم عُنصُرُ الشَرِّ الأبَدي في حِكايَتي العفَوية،
إنهم ذَوي أفواهٍ عملاقةٍ و أنوفٍ كبيرةٍ مُدَبَّبة، و آذانٍ صغيرةٍ كالحَصى الناعِمة. في أفواهِهم تُعرَضُ مسرَحيةٌ تراجيديةٌ طويلة، حيث تتَقَمَّصُ الأنيابُ الجارِحةُ المُنافِقةُ دورَ الأسنان البريئة، في تلك الأفواهِ الجَوفاء ألفُ مَقبَرةٍ و مَقبَرة، حيثُ يَلقى الآخرينَ حَتفَهم بلا أدنى رحمة. إنهم يَرقُصونَ رقصاتٍ ارتِجاليةٍ فوق المَقابِرِ الحقيقية، يَرقُصونَ على الجِراحِ المَفتوحةِ المُمَلَّحةِ الطازَجة، يَرقُصونَ و يَرقُصون، على إيقاعِ اللؤمِ و دُفوفِ المَصالِح.
لن أعود،
لن أبذُلَ قُصارى جُهدي لإرضائِهم، لن أسعى لاستِقاءِ أو استِقطابِ حُبِّهم، فأنا مَليئةٌ بالحُب، مُسَيَّجةٌ بالعطفِ و الرِعاية. عَلاوةً على ذلك، إنَّ الحُبَّ مادّةٌ بسيطةٌ خام، فهو لا يُطلَبُ و لا يُستَقطَب، كما أنه لا يُفرَزُ بالإكراه. القلوبُ تَختارُ أن تُفرِزهُ باقتِصاد، تذَكَّروا هذه النظَريةَ الكيميائيةَ البسيطة.
إضافة تعليق جديد