رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 1 فبراير 2025 6:00 ص توقيت القاهرة

اللاعَودة

بقلَم الكاتبة العراقية: مينا بشير 

لن أعود...
لن أعودَ هذه المرّة...
لن أعودَ إلى نُقطةِ ارتِكازِ الماضي، 
لن أقِفَ على ناصيةِ الفُرصةِ العاشِرة، و لن أطأَ حافّةَ الرُجوع.
لن أعودَ إليهم، فهم عُنصُرُ الشَرِّ الأبَدي في حِكايَتي العفَوية، 
إنهم ذَوي أفواهٍ عملاقةٍ و أنوفٍ كبيرةٍ مُدَبَّبة، و آذانٍ صغيرةٍ كالحَصى الناعِمة. في أفواهِهم تُعرَضُ مسرَحيةٌ تراجيديةٌ طويلة، حيث تتَقَمَّصُ الأنيابُ الجارِحةُ المُنافِقةُ دورَ الأسنان البريئة، في تلك الأفواهِ الجَوفاء ألفُ مَقبَرةٍ و مَقبَرة، حيثُ يَلقى الآخرينَ حَتفَهم بلا أدنى رحمة. إنهم يَرقُصونَ رقصاتٍ ارتِجاليةٍ فوق المَقابِرِ الحقيقية، يَرقُصونَ على الجِراحِ المَفتوحةِ المُمَلَّحةِ الطازَجة، يَرقُصونَ و يَرقُصون، على إيقاعِ اللؤمِ و دُفوفِ المَصالِح.
لن أعود،
لن أبذُلَ قُصارى جُهدي لإرضائِهم، لن أسعى لاستِقاءِ أو استِقطابِ حُبِّهم، فأنا مَليئةٌ بالحُب، مُسَيَّجةٌ بالعطفِ و الرِعاية. عَلاوةً على ذلك، إنَّ الحُبَّ مادّةٌ بسيطةٌ خام، فهو لا يُطلَبُ و لا يُستَقطَب، كما أنه لا يُفرَزُ بالإكراه. القلوبُ تَختارُ أن تُفرِزهُ باقتِصاد، تذَكَّروا هذه النظَريةَ الكيميائيةَ البسيطة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.