المؤامرة .............الجزء الثالث والعشرون
.
28 يناير 2011 ..( الجزء الأول )
شهد ذلك اليوم مشاركة حشود ضخمة من المواطنين في صلاة الجمعة بجميع المساجد بمختلف محافظات الجمهورية، أعقبها خروج الآلاف من المصلين في تظاهرات ومسيرات حاشدة بصورة منظمة تثير الدهشة، دون أن يؤثر قطع خدمات الهواتف المحمولة والإنترنت على نسبة المشاركة في تلك الاحتجاجات، وفى ذلك اليوم أعلنت جماعة الإخوان مشاركتها في المظاهرات، بعدما ظهرت ملامح ضعف النظام وتراجعه، فرأت أن الفرصة مواتية للقفز على الثورة، وأن ذلك هو الوقت المناسب لتنفيذ مخططها، نفس الجماعة هي التي قالت إن مبارك الأب الروحى للمصريين، وهى أيضًا التي رفضت النزول في التظاهرات، ثم هي نفسها التي ملأت الدنيا ضجيجًا وصراخًا على ضرورة رحيله، بعد خطابه الذي أكسبه تعاطف الجماهير، أدركت أن الأمور ستسحب من تحت أقدامها، فدبرت موقعة الجمل لعودة الزخم إلى سابقه، جماعة تمتلك من المراوغة ما يمكنها من اللعب على كل الأطراف وآخر ما تعبأ به هو مصلحة الوطن.
.
في ذلك اليوم، حجبت أجهزة الأمن بعض المواقع الإلكترونية بشكل نهائى في أثناء المظاهرات، وأصيب موقع «تويتر» الاجتماعى بالشلل التام، وفشل جميع المستخدمين في الوصول إليه من خلال الهواتف المحمولة، أو أجهزة الحاسب الآلى، بينما دخل موقع «فيس بوك» حيز الحجب أيضًا.
.
بدأ حدوث احتكاكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في أثناء تفريقهم وارتفاع نسبة المشاركة بصورة تتعدى التوقعات في مختلف المناطق على مستوى المحافظات كافّة وفى توقيت واحد، ما أدى إلى تصاعد حدة التوتر، خصوصًا لدى الخدمات الأمنية التي لا تتواكب إمكانياتها وقدراتها مع هذا العدد الهائل غير المتوقع من المتظاهرين -كتقدير وزارة الداخلية- خصوصًا في محافظات «القاهرة - الإسكندرية - السويس».
.
عقب ذلك بدأت مظاهر الشغب وعمليات التخريب من جانب بعض المتظاهرين في أثناء مقاومتهم لعناصر الأمن خصوصًا في ظل إصرار المواطنين على عدم الاستسلام للضغوط التي تمارس عليهم لفض تظاهراتهم وتصميمهم على تحقيق نتائج إيجابية.
.
تصاعدت العمليات التخريبية بصورة عشوائية من جانب عناصر خارجة عن القانون امتدت إلى مختلف مرافق الدولة كمقرات الحزب الوطنى ودواوين عموم المحافظات والوحدات المحلية وأقسام الشرطة ومقرات مباحث أمن الدولة وعدد من المراكز التجارية والبنوك والفنادق التي تعرضت للسلب والنهب والحرق، بصورة أربكت أجهزة الأمن وأفقدتها القدرة تدريجيًّا نحو إحكام السيطرة على الموقف.
.
في ذلك التوقيت، ذكرت السفارة الامريكية أن بعض العناصر المجهولة اقتحمت السفارة الأمريكية وتم الاستيلاء على ٢١ سيارة «هيئة سياسية»، والسير بها بصورة جنونية مع الاصطدام بالمتظاهرين، ما أسفر عن وفاة البعض وإصابة آخرين، بينما قامت قوات الشرطة بالانسحاب من مواقعها وتباينت الآراء حول انسحابها من تلقاء نفسها أو مبادرتها بالانسحاب بناء على تعليمات قيادة الوزارة آنذاك، عقب صدور قرار الرئيس الأسبق -بصفته الحاكم العسكري- بحظر التجول في محافظات القاهرة والإسكندرية والسويس، اعتبارًا من الساعة السادسة مساء حتى الساعة السابعة صباحًا لمحاولة استعادة الاستقرار والسيطرة على الموقف.
.
فشلت قوات الشرطة مع مرور الوقت في التعامل مع المتظاهرين، حيث انسحبت الشرطة من جسر قصر النيل بالقاهرة، وسيطر المتظاهرون على مدينتى السويس والإسكندرية، وأحرقوا مقار الحزب الوطنى، وتم الاعتداء على بعض أقسام الشرطة، وحطم المتظاهرون عددًا من مقار الحزب الوطنى في القاهرة والمحافظات، وتعرض بعضها الآخر لمحاولات اقتحام متكررة، ففى القاهرة أشعل المتظاهرون النار في المقر الرئيسى للحزب بكورنيش النيل، وفى دمياط اقتحم البعض مقر الحزب وأشعلوا النيران في محتوياته.
الى اللقاء مع الجزء الرابع والعشرون
إضافة تعليق جديد