رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 3 يناير 2025 3:00 ص توقيت القاهرة

المحافظة الأغنى للإمبراطورية الفارسية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل للهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لأبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه هدوه، الحمد لله الواحد القهار الحمد لله العزيز الغفار مكور الليل على النهار، أيقظ من خلقه من اصطفاه، فأدخله في جملة الأخيار، ووفق من اجتباه من عبيده، فجعلهم من المقربين الأبرار، وبصر من أحبه فزهدهم في هذه الدار، أحمده سبحانه وتعالى أبلغ الحمد وأجزله، واسأله المزيد من كرمه وفضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو ربنا الحي القيوم الذي لا يموت، هو الإله الكبير العظيم الواحد الأحد الصمد العزيز الحكيم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله، هو سيدنا وقدوتنا وقائد مسيرتنا. 

صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية التاريخية أنه بعدها تمكن الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه من توحيد الجزيرة العربية تحت السلطة المركزية للخلافة الإسلامية ومركزها المدينة المنورة وعندما تم تطويع التمرد، بدأ أبو بكر الصديق رضي الله عنه عهد الفتوحات، مبتدئا بالعراق، وهي المحافظة الأغنى للإمبراطورية الفارسية، وبإرساله أكثر جنرالاته عبقرية ودهائا وهو خالد بن الوليد، تم فتح العراق بسلسلة من الحملات الناجحة ضد الفرس الساسانيين، ونمت ثقة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وعندما تمكن خالد بن الوليد من تأسيس معقل قوي في العراق. 

أعلن أبو بكر الصديق رضي الله عنه نداء التسلح لغزو الشام في شهر فبراير من سنة ستمائة واربعة وثلاثون ميلادي، وكان الفتح الإسلامي للشام عبارة عن سلسلة من العمليات العسكرية المخططة بعناية والمنسقة جيدا والتي استخدمت الإستراتيجية بدلا من القوة المجردة للتعامل مع مقاييس الدفاع البيزنطية، وعلى أية حال تبين للجيوش الإسلامية بأنها أقل من اللازم للتعامل مع الرد البيزنطي، وطلب قادتها التعزيزات، وأرسل خالد بن الوليد من العراق إلى الشام مع التعزيزات ولقيادة الغزو، في يوليو من عام ستمائة وأربعة وثلاثون ميلادي، هُزم البيزنطيون على نحو حاسم في معركة أجنادين وسقطت مدينة دمشق في شهر سبتمبر ستمائة وأربعة وثلاثون ميلادي، وتبعها معركة فحل حيث هزمت. 

وهلكت آخر المعاقل العسكرية المهمة للبيزنطيين في فلسطين، وتوفي الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه في شهر أغسطس عام ستمائة وأربعة وثلاثون ميلادي وقرر خلفه الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إكمال توسع الخلافة الإسلامية أعمق إلى الشام، بالرغم من أن حملات سابقة ناجحة قادها القائد خالد بن الوليد، إلا أنه تم إستبداله بأبي عبيدة بتأمين جنوب فلسطين، وتقدمت القوات الإسلامية إلى الطريق التجاري حيث سقطت طبريا وبعلبك من دون عناء كبير وبعدها غزا المسلمون مدينة حمص أوائل عام ستمائة وست وثلاثون ميلادي وعليه أكمل المسلمون غزوهم عبر الشام، فاللهم يا قوي يا عزيز، يا جبار السموات والأرض، اللهم قاتل الكفرة الفجرة من اليهود والنصارى والشيوعيين والرافضة والعلمانيين.

الذي يحاربون أولياءك ويدينون بغير دينك، اللهم أدر الدائرة عليهم واجعل تدبيرهم تدميرا عليهم، اللهم اجعل كيدهم بينهم، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم أهلكهم بالقحط والسنين، يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.