الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا، له ما في السماوات وما في الأرض ومابينهما وما تحت الثرى أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه واستغفره، نعمه لاتحصى وآلاؤه ليس لها منتهى وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله، هو أخشى الناس لربه وأتقى، دلّ على سبيل الهدى وحذر من طريق الردى صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه معالم الهدى ومصابيح الدجى، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسار على نهجهم واقتفى، ثم أما بعد إن الممتلكات العامة ملك الجميع في كل مكان من هذا العالم وهي ممتلكات عامة تضعها الدول حتى تكون في متناول الجميع لأجل راحتهم، ولأجل أن يستخدموها لتسهيل أمورهم، فالممتلكات العامة ملك لجميع الناس.
ووجدت لأجلهم والأمثلة عليها كثيرة، فالشوارع والجسور والإشارات الضوئية وإنارات الشوارع كلها ممتلكات عامة، وكذلك الحدائق العامة والغابات وكل شيء يوضع في متناول الناس كي يستخدموه، لكن مع الأسف تتعرض الكثير من الممتلكات العامة للتعدي والتلف من قبل البعض، مما يجعلها غير صالحة وبحاجة إلى إعادة تأهيل، وهذا خطأ فادح، ويجب على المواطنين الحفاظ على الممتلكات العامة بالقيام ببعض الممارسات التي تخضع لقوانين الدولة، ومنها المحافظة على بعض مناطق الشارع العام التي تعتبر تمهيدا لدخول الملكيات الخاصة كالأرصفة، وأماكن الأشجار والأزهار، والأزقة الضيقة التي تستخدم لمرور الناس، وعدم إستغلالها أو التعديل عليها إلا بتصريح من الجهات المسؤولة.
وأيضا زراعة الأشجار في الملكية الخاصة وفق المعايير الزراعية التي تحددها الدولة، إذ يجب تقليم الأشجار أو إزالتها إذا لزم الأمر، في حال تسببها في إعاقة حركة السيارات مثلا، وأيضا التخلص من النباتات الضارة والنفايات، والتنظيف الدوري للأماكن سواء العامة أو الخاصة من المخلفات والقمامة، وعدم الإنتظار لحين تراكم النفايات فيها، وكذلك الحفاظ على المجاري الجانبية، حيث يقوم المواطنون بتشييد وصيانة خطوط الصرف الجانبية وشبكات الصرف الصحي الخاصة بهم، وفق القوانين المعتمدة حيث تتم أعمال تجهيز وصيانة المجاري الجانبية في حدود الطريق العام بتصريح رسمي، وبمساعدة مقاول مرخص في هذا المجال لكي يتمكن من إنجاز عمله بشكل قانوني، واعلموا أن الممتلكات العامة مرآة الوطن.
فالممتلكات العامة في أي وطن هي بمثابة المرآة التي تعكس مستوى الرفاهية والرقي الذي يتمتع به أبناء الوطن، كما تعكس هذه المرآة حرص الدولة على أن ينعم شعبها بالأمان والسعادة، وحرصها على أن يكون كل شيء متاحا فيها لأجل أبناء الوطن، لهذا من واجب الجميع أن يكونوا جنودا أوفياء في خندق الوطن، وأن يحرصوا على الحفاظ على ممتلكات الدولة ومقدراتها، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى واعلموا أن في الدين عصمة أمركم، وحسن عاقبتكم، فاشكروا نعمة الله عليكم، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.
إضافة تعليق جديد