رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 6 مايو 2024 9:56 ص توقيت القاهرة

المناعة الوطنية ضد خطر الاشاعة بقلم مالك عادل

المناعة الوطنية ضد خطر الاشاعة
تمثل الاشاعة ظاهرة من الظواهر الاجتماعية السلبية في ظل تهديدها لبنية اي مجتمع وتماسكه، مستغلة التقدم الذي طرأ في حقل العلوم الانسانية وفي عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصال ووسائل الاعلام من خلال اختلاق او فبركة الاخبار او الاحداث او المواقف غير الحقيقية المتعلقة باشخاص او مجتمعات او مؤسسات تحظى باهتمام الراي العام، وتقديمها للناس على انها حقائق واقعة بدون تقديم دلائل او براهين تثبت صحتها او تؤكد صدقيتها. لذلك بات من الضروري التصدي لهذه الافة الاجتماعية الخطيرة ومواجهتها بشتى الوسائل والطرق، بهدف تحقيق مناعة وطنية لتفويت الفرصة على المغرضين في ايجاد اي ثغرة في جدار المجتمع يمكن ان ينفذوا منه. ولغايات تحصين الراي العام من خطر الاشاعة فان الضرورة تقتضي ترسيخ مفاهيم الانتماء الوطني والغيرة الوطنية لدى ابناء المجتمع الواحد وتعميقها وتضمينها المناهج التعليمية والممارسات الوظيفية، لتنمية الحس الامني عند المواطن ضد هذا الخطر من خلال التنشئة والتربية الوطنية وغرس الولاء الوطني في نفوس الناشئة، وبالتالي تنمو فيه الرغبة في أن يكون مواطناً صالحاً. ان الأمن يرتبط ارتباطاً وثيقاً وجوهريا بالممارسات التربوية، فبقدر ما تنغرس القيم الأخلاقية النبيلة في نفوس أفراد المجتمع بقدر ما يسود ذلك المجتمع الأمن والإطمئنان والإستقرار، وتعتبر هذه الممارسات من اهم الضوابط الإجتماعية التي تحافظ على بناء المجتمع واستقراره. فالنظام التربوي له وظيفة هامة وحيوية في ايجاد حالة من التجانس في المجتمع من خلال ما يقوم به من نقل معايير وقيم مجتمعية من جيل إلى آخر. ومن خلال العملية التربوية فإن أفراد المجتمع يتشربون القيم الإجتماعية الإيجابية التي تغرس في نفوسهم قيم الإنتماء الوطني ومشاعر الوحدة الوطنية التي تخلق التماثل الإجتماعي الضروري للمحافظة على بقاء الأمن والاستقرار في المجتمع. فالتربية قوة ضابطة لسلوكيات الأفراد، إذ يتخذها المجتمع أداة لضمان استمراره والحفاظ على مقوماته الثقافية وتحقيق تكيف الفرد مع بيئته الاجتماعية.. في اشارة الى اهمية التربية الأمنية التي تسعى الى تعليم وتعلم المفاهيم الأمنية والخبرات اللازمة للمواطنين, لتحقيق الأمن الوطني, وحماية الموارد الطبيعية. مع التأكيد على اهمية أن يتضمن المحتوى التربوي ما يرفع من منسوب الحس الأمني لدى الفرد ويعزز الانتماء إلى الوطن. كما يجب ان ينطوي هذا المحتوى على اشارة الى أهمية تعاون جميع شرائح المجتمع مع رجال الأمن على اختلاف مستوياتهم، والإبلاغ عما يثير الشك والريبة من اشاعات وغيرها للإسهام في حفظ الأمن والاستقرار

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.