رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 6:26 ص توقيت القاهرة

المنافقون إخوان الكافرين

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 8 سبتمبر 2023
الحمد لله الذي جعل حب الوطن أمرا فطريا والصلاة والسلام على من ارسله الله تعالى رسولا ونبيا وعلى آله وصحابته والتابعين لهم في كل زمان ومكان، أما بعد روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء، فقال "أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة" وقال جبير بن مطعم رضي الله عنه وقد سماه الله رؤوفا رحيما، وقال ابن القيم " وكلها نعوت، ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف، بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال" ولما كان الأمر كذلك، فقد ذهب كثير من الناس، يشتقون له الأسماء من كل صفة كريمة وهم يظنون أنهم يحسنون بذلك صنعا، وقد قال ابن دحية في تصنيف له مفرد في الأسماء النبوية، قال بعضهم أسماء النبي صلى الله عليه وسلم عدد أسماء الله الحسنى، تسعة وتسعون اسما. 

قال ولو بحث عنها باحت لبلغت ثلاثمائة اسم" ولما كانت بعض هذه الصفات "الأسماء" هي من أسماء الله الحسنى، اضطر القاضي عياض أن يعقد فصلا يبين فيه أن الله سبحانه وتعالى في أسمائه وصفاته لا يشبه شيئا من مخلوقاته، وإن من كان كافرا فهو أخ للكافر، ومن كان مسلما فهو أخ للمسلم، ومنه قوله تعالى " إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم " وإنما أداة حصر فقد حصر الله الأخوة بين المؤمنين فقط، ومنه قوله تعالى " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين " أي في دين الإسلام، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم " المسلم أخو المسلم " ولذا فإنه لما خاف الخليل إبراهيم عليه السلام من بطش الطواغيت بزوجته سارة قال عنها " إنه أختي " أي أخته في الدين الحنيف الذي يجمع بينهما وهو الإسلام، ولذا فقد بين الله عز وجل أن المنافقين ليسوا بمسلمين وأنهم إخوان للكافرين. 

فنزع أخوتهم من المسلمين وقرنهم بالأخوة التي تربط بينهم وبين أسيادهم الكافرين فقال " ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون " وقد قال الإمام ابن الجوزي عند قوله تعالى " يقولون لإخوانهم أي في الدين لأنهم كفار مثلهم وهم اليهود " ونحن فى ذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، يجب على جميع المسلمين أن يعودوا إلى دينهم، وينفضوا عن رؤوسهم غبار تقليد الكفار، وإتباع الفجار، فذلك هو طريق الفلاح والفوز برضى الله عز وجل، ولقد جمع الله سبحانه وتعالى في نبيّه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم صفات الجمال والكمال البشري، وتألقت روحه الطاهرة بعظيم الشمائل والخصال وكريم الصفات والأفعال. 

حتى أبهرت سيرته القريب والبعيد، وتملكت هيبته العدو والصديق وقد صوّر لنا هذه المشاعر الصحابي الجليل حسان بن ثابت رضي الله عنه أبلغ تصوير حينما قال "وأجمل منك لم تري قط عيني وأكمل منك لم تلد النساء، خُلقت مبرّأ من كل عيب كأنك قد خُلقت كما تشاء" فمن سمات الكمال التي تحلى بها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم خُلق الرحمة والرأفة بالغير، وكيف لا ؟ وهو المبعوث رحمة للعالمين، فقد وهبه الله قلبا رحيما يرقّ للضعيف، ويحنّ على المسكين ويعطف على الخلق أجمعين، حتى صارت الرحمة له سجيّة، فشملت الصغير والكبير والقريب والبعيد والمؤمن والكافر، فنال بذلك رحمة الله تعالى، فالراحمون يرحمهم الرحمن.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.