بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد في موقف السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ما يجلي دور المرأة والفتاة المسلمة في خدمتها لدينها ودعوتها فعندما كان الصديق رضي الله عنه يحزم الأمتعة ويعدها للسفر لم يجد حبلا ليربط به زاد الطعام والسقاء فأخذت أسماء رضي الله عنها نطاقها الذي كانت تربطه في وسطها فشقته نصفين وربطت به الزاد، فسميت ذات النطاقين رضي الله عنها، هذا هو دور المرأة المسلمة تجاه دينها النصرة والدعوة وإرضاع الأجيال دينهم مع لبنها لا كما يريد دعاة المدنية الزائفة أهل الشهوات والمآرب الفاسدة.
الذين أجلبوا على المرأة بخيلهم ورجلهم زاعمين زورا وبهتانا أن تمسكها بثوابتها وقيمها وإعتزازها بحجابها وعفافها تقييد لحريتها ومصادرة لشخصيتها وقد انطلت هذه الخدعة على بعض من النساء فخرجن من بيوتهن يبحثن عن سعادة موهومة وراحة مزعومة في التبرج والسفور ونزع حجاب الحياء، فكانت النتيجة تلوث الشرف وذهاب الحياء وانتشار المنكرات والزنا والخنا، فما أحوجنا إلى ترجمة هذه المعاني إلى واقع تعيشه الأمة وتترسم معالمه، سيما في هذا الزمان الذي تعاني فيه ألوان الظلم والعسف والكيد والمكر والإستضعاف واحتلال وتخريب وتدمير وقتل وتشريد وتهجير وإبعاد وسفك للدماء وغير ذلك، وإن من فاته ثواب الهجرة إلى الله ورسوله صلي الله عليه وسلم زمن النبوة.
فقد شرع الله تعالي له هجرة من نوع آخر فيها ثواب عظيم وأجر جزيل إنها هجرة الذنوب والمعاصي، فاهجر المعصية وهاجر إلى الطاعة واهجر التفريط وهاجر إلى الإستقامة واهجر التمرد والآثام إلى الإنقياد والإستسلام، وهاجر بقلبك من الركون إلى الدنيا والإطمئنان إليها إلى الدار الآخرة والرغبة فيها، وقال صلى الله عليه وسلم " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه " واهجر الكسل وطول الأمل إلى الجد والإجتهاد في طاعة الله وخاصة في هذه الأيام التي كثرت فيها الفتن والمحن وقال صلى الله عليه وسلم " العبادة في الهرج، أي زمن الفتن كهجرة إلي" رواه مسلم، وكما أن هناك وقفة تأمل في الهجرة النبوية الشريفة.
التي ألهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وألهم المسلمون معه أن يجعلوها بداية لتاريخ هذه الأمة، فلم يجعلوا بداية التاريخ لهذه الأمة ميلاد الرسول عليه الصلاة والسلام ولا بعثته، ولا وفاته، ولا الإنتصار في غزوة بدر أو فتح مكة، إنما جعلوا هذا التاريخ يبدأ من هجرة النبي المصطفي عليه الصلاة والسلام، والهجرة لم تكن في محرم، ولكن الهجرة كانت في شهر ربيع الأول ولكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه والصحابة الكرام قالوا نبدأ العام من أوله، من أول شهر المحرم، فاتخذوا هذا الحدث الجليل بداية لتاريخ هذه الأمة، فهل هو جدير بهذا؟ نعم، هو جدير بهذا، نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم، وبأحاديث سيد الأولين والآخرين، وأجرني وإياكم من عذابه الأليم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
إضافة تعليق جديد