المهدي المنتظر

محمد سعيد أبوالنصر

إنَّ قضية (المهدي المنتظر) أخذت مساحة كبيرة من تفكير المسلمين ولاسيما المتأخرين ومن مجادلاتهم سواء في علم الحديث أم في علم الكلام. هل هناك مهدي ينتظر أو لا ؟وإذا كان فمن هو؟ ومتى يظهر؟ وما علامته؟ وما اسمه ونسبه؟ وما وظيفته؟
ولقد وقف العلماء حيال قضية المهدي المنتظر الى فريقين :
الأول :فريق أنكر فكرة بعث المهدي ،أو تردد في قبول الروايات التي تحدثت عنه ،وهؤلاء طوائف مختلفة، وأسباب إنكارهم للمهدي متباينة، ومن هؤلاء من قالوا بأنَّ أحاديث المهدي آحاد ،وهم لا يرون الاحتجاج بأخبار الآحاد مطلقاً، ومن هؤلاء المعتـزلة قديماً، وبعض أدعياء العقلانية أو القرآنية حديثاً، وهؤلاء كلهم سيردون أحاديث المهدي لهذا البناء الفاسد الذي لديهم، وقد تصدر من هؤلاء العلماء عبارات وأفكار ينكرون فيها فكرة المهدي بشكل غير مباشر أو يشككون فيها كما فعل الامام ابن خلدون أو ينكرونها بشكل مباشر وصريح كما فعل الدكتور القرضاوي وغيره من العلماء .
والثاني: أثبتها بين قائل بكونها عقيدة ثابته يجب الايمان بها ،أو على الأقل هي أحاديث يجب التصديق بما جاء فيها لكنها لا ترتقي لكونها عقيدة . والأمر يحتاج لمن يتفرغ له ويبحثه بحثا محررا موضوعيا خاليا من التعصب، يهتم فيه بتخريج الآثار والحكم عليها تخريجا علمياً ينظر الى ما كتبه السابقون واللاحقون نظرة جديدة فاحصة ،ويستحسن أن تجتمع لجنة علمية لذلك ، وكما هو مسطر في الكتب فلقد وصف بعض العلماء أحاديث المهدي بالتواتر، فهي ثابته، وإن لم تحدد زمن خروجه للناس .
إذن نحن أمام وجهتي نظر، الأولى :تنفيه أو تشكك فيه، والثانية وهي ما عليه جماهير العلماء من السلف والخلف تؤكده وتحكي فيه الاجماع عن الائمة الاعلام .
هذا مجملا، وتفصيل هذا الاجمال سنراه بعد في المقالات المتتالية.