رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 13 أكتوبر 2025 2:18 م توقيت القاهرة

الوعي والحذر من طرائق المنصّرين.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، أعظم للمتقين العاملين أجورهم، وشرح بالهدى والخيرات صدورهم، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفق عباده للطاعات وأعان، وأشهد أن نبينا محمدا عبدالله ورسوله خير من علم أحكام الدين وأبان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، أهل الهدى والإيمان، وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلم تسليما مزيدا أما بعد في ظل هذه الحرب التي يشنها أعداؤنا على الإسلام، يجب على كل مسلم أن يكون على وعي بطرائق المنصّرين التي يسلكونها محاولين ترويج أكاذيبهم، ومعرفة بحيلهم وألاعيبهم التي يتبعونها لتمرير أباطيلهم بحيث يأمن مكرهم ولا ينخدع بباطلهم من جهة وليمكنه التصدي لحربهم ورد كيدهم لنحورهم من جهة أخرى، وإن أهم طرائق المنصّرين في إثارة الإفتراءات على الدين.
هو الكذب في طرح الإفتراء، ويقصد بذلك أن يطرح المنصّر الإفتراء مشتملا على مقدمة كاذبة، توضع كأنها حقيقة مسلّمة، ينطلق من خلالها لمناقشة الإفتراء، ومثال هذه الطريقة هو قول المفتري لماذا خالف النبي صلى الله عليه وسلم شرع الإسلام بأن زوّج نفسه من زينب بنت جحش زوجة ابنه زيد بن حارثة؟ فقد اشتمل الإفتراء على مقدمات فاسدة، هي أن زيد بن حارثة كان ابن للنبي صلى الله عليه وسلم، وأن زينب بنت جحش كانت زوجته حين تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم زوّج نفسه بها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قد خالف الشرع الذي جاء به، والرد عليها هو أن زيد بن حارثة ليس ابن النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه كان إبنه بالتبني، ثم ألغى الله تعالي التبني، فلم يعد زيد ابنه بأي وجه، حيث قال الله تعالى.
كما جاء في سورة الأحزاب " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما " وكما أن السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها لم تكن زوجة زيد بن حارثة رضي الله عنه حين تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، بل كانت مطلقته، وكما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزوّج نفسه من زينب بنت جحش رضي الله عنها وإنما زوّجها الله تعالى له من فوق سبع سماوات فقد قال عز وجل " فلما قضي زيد منها وظرا زوجناكها " وكما أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يخالف شرع الله تعالي لأنه الذي يبلغ هذا الشرع، والشرع إنما يعرف من جهته، وفعله صلى الله عليه وسلم دليل على المشروعية ولذلك جاء زواجه صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها ليزيل أي حرج في قلوب المؤمنين من الزواج من مطلقات أدعيائهم
وأما عن الأسلوب الأمثل في مواجهة هذه الطريقة فهو التدقيق في مفردات السؤال، مع المطالبة بالدليل على كل جزئية، ففي الإفتراء السابق مثلا يسأل المفتري هل كان زيد بن حارثة ابن النبي صلى الله عليه وسلم؟ وأين الدليل على هذه البنوة؟ وما هي الصلة بينهما بعد إلغاء التبني؟ وهكذا في كل جزئيات السؤال، فاللهم إجعلنا من الصادقين ولا تجعلنا من الكاذبين اللهم إنا نسألك الصدق في القول والعمل والاعتقاد اللهم إنا نسألك الصدق في القول والعمل والإعتقاد اللهم اجعلنا من الصادقين واحشرنا مع الصادقين اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
3 + 12 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.