رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 13 يونيو 2025 11:06 ص توقيت القاهرة

امرأة طلقها رسول الله ثم ردها بأمر من الله.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الكريم المنان، ذي الفضل والجود والكرم والإحسان، والصلاة والسلام على سيد ولد عدنان، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وكان من بينهن هي أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها، وهي حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العُزى بن رياح بن عبدالله بن قريط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وأمها هي السيدة زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب، وولدت وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين، وقد نشأت السيدة حفصة رضي الله عنها مثل أبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بما يتميز به من جرأة وصلابة وقوة في الشخصية وكلمة نافذة واثقة، وقد قالت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها.
في وصف حفصة أنها " بنت أبيها " وكان أهم ما تعلمته حفصة القراءة والكتابة وإجادتها، ويعد هذا شيئا غير عادي في ذلك الوقت، وقد تزوجت السيدة حفصه بنت عمر من خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي، وهاجرت معه إلى المدينة ولكنه مات، وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من السيدة حفصة في شعبان على رأس ثلاثين شهرا، قبل غزوة أحد، وقال أبو عمر تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاث من الهجرة، وقيل تزوجها سنة اثنتين من التاريخ، وطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ عمر ذلك فحثا على رأسه التراب، وقال ما يعبأ الله بعمر ولا إبنته، فنزل جبريل عليه السلام من الغد فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة بعمر، وأوصى إليها أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وأوصت هي إلى أخيها عبد الله.
بما أوصى به عمر، وبصدقة تصدقت بها، وأمها زينب بنت مظعون الجمحي القرشي، وكان من فضلها ومكانتها ما رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأهل السيرة وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم طلقها، فأتاه جبريل عليه السلام فقال له " إن الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوّامة قوّامة، وإنها زوجتك في الجنة" وعندما نذكر السيدة حفصة فلابد أن نذكر فضلها العظيم على الإسلام وعلى المسلمين حيث أول من إحتفظت في بيتها بكتاب الله تعالى وهو القرآن الكريم وذلك على ألواح وجلود وعظام وشقف، وبهذا حفظت للمسلمين القرآن، وكما كان من بين أمهات المؤمنين هي أم المؤمنين السيدة أم سلمة بنت أبي أمية رضي الله عنها، وهي هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي.
أما أمها فهي عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن جزيمة بن علقمة الكنانية، من بني فراس، وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ابن عمها، وكان من كبار الصحابة فرزقت منه بأولادها عمر ودرّة وسلمة وزينب، وهم ربائب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت هي وزوجها أول من هاجر إلى الحبشة، وقيل إنها أول من هاجر إلى المدينة من الظعائن، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليالي بقين من شوال سنة أربع، وماتت سنة اثنتين وستين في عهد إمارة يزيد بن معاوية بن أبي سقيان وهي آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم موتا وقيل بل ميمونة، رضي الله عنهن أجمعين، وبارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعنا بهما بمحض الفضل والمنة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.