بعد وفاة ابنته كرر يتبرع ب"سيارة تكريم موتي كورونا" بالاقصر

كتبت/ اية حسين أبوبكر

رحيلها أوجع قلوب الكثيرين، الشابة اليافعة الحالمة بمستقبل مشرق لأبناء قريتها، راحت تصنع بعقلها عالمًا يخلو من الفقر والجوع، إلا أن المرض داهمها وقطع طريقها أمام أحلامها القريبة لتنتهي حياتها القصيرة مخلدة ذكرى شابة صعيدية تمتلك من الشجاعة والحماس للتغيير ما يؤهلها إلى تغيير الواقع، إنها المهندسة منى الخضيري أبنة مدينة قرية المساوية إسنا جنوب الأقصر، والتي تُوفيت إثر أصابتها بفيروس كورونا المستجد – كوفيد 19، لترحل عن عالمنا قبل أن ترى طفلها الأول، حيث إنها كانت تحمل في رحمها طفلها في شهره السابع من الحمل.

مرارة الفراق أذاقت الجميع، إلا أن والدها سرعان ما عاد إلى صمود وقوة الرجل الصعيدي، فغياب فلذة كبده، وحفيده لن تجدي معه كلمات الرثاء شيئًا، فصبر واحتسب، فالقلوب العامرة بالإيمان تجد في مرارة الابتلاء حلاوة التقرب من الله، فالموت حق، والصبر والطاعة واجب، فراح يهادي ابنته ومؤنسها في قبرها طفلها الصغير، هدايا الثواب وطلبات الرحمة والمغفرة، ليقوم بشراء سيارة ويعدها خصيصًا لنقل ضحايا فيروس كورونا ولنقلهم إلى مثواهم الأخير في الدنيا.

يقول محسن توفيق أحد المتطوعين لنقل الموتى بسيارة «منى الخضيري» أن والدة المهندسة الراحلة «منى الخضيري» على الرغم من الألم الذي اعتصر قلبه لفراق ابنته وهي حامل في الشهر السابع، لم يتراجع عن دعم المرضى كما كانت تفعل ابنته قبل رحيلها، وقرر أن يقوم بتوفير سيارة كصدقة جارية لروح ابنته وأطلق عليها سيارة «تكريم موتى كورونا».

وأضاف أن البعض من أسر ضحايا كورونا يعاني من بعض العوائق خلال عملية نقل الجثمان، حيث إن المدينة تضم مستشفى كبيرًا للعزل الصحي، ويفقد البعض من المرضى حياتهم نتيجة عدم الاستجابة للعلاج، ولهذا قام والد المهندسة الراحلة بتوفير السيارة لرفع تلك العقبات.

وأشار إلى أن رحيل المهندسة اليافعة أوجع قلوب الجميع في شتى أنحاء مصر، وليس في إسنا فقط، فالمهندسة منى الخضيري كانت تتسم بالحماس والسعي إلى مساندة الفقراء، والعمل على دعمهم.

وكانت المهندسة منى الخضيري من أول من استغلوا في مجال البيئة في الوجه القبلي، وأسست شركتها بنفسها لتكون واحدة من رواد الأعمال المؤثرين في مجالها.