رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 يناير 2025 3:30 م توقيت القاهرة

بقلم محمدعبدالعظيم استغلال الأوقات فى أيام النفحات

 الحمد للَّه رب الأرض ورب السماء .. خلق آدم وعلمه الأسماء..و أسجـد له ملائكـتـه ... و أسـكـنـه الـجـنة دار البـقاء وحذره من الشيطان ألد الأعداء ثم أنفذ فيه ما سبق به القضاء فاهبطه إلى دار الابتلاء
 وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء. خلق السموات و الأرض فى ستـة أيـام وكان عرشـه عـلى المـاء 
وأشهد أن سيدنا محمدا خاتم الرسل والأنبياء و إمـام المـجـاهـديـن والأتـقيـاء ..
و الشهيـد يـوم القيـامـة عـلى الشـهـداء المعصوم صلى الله عليه وسلم فما أخطأ قـط و ما أساء
 إن من سنة الله في الكون أن جعل له نفحات وفضل فيه شهور على شهور وأياما على أيام وساعات على ساعات لعلنا نغتنم تلك الفرص فنضاعف فيها الاعمال فتضاعف لنا فيها الحسنات فعن أوس بن أوس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ ( رواه أبو داود. وصححه الألباني. 
 فهذا يوم من كل اسبوع فضله الله تعالى على سائر الأيام وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة، فقال )فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا، إلا أعطاه إياه، وأشار بيده يقللها ) متفق عليه.‏ 
 ونحن الأن فى شهر مبارك يغفل كثير من الناس عنه قال صلى الله عليه وسلم :” شعبان بين رجب و رمضان ؛ تغفل الناس عنه، تُرفع فيه أعمال العباد، فأحب أن لا يُرفع عملي إلا وأنا صائم “ صححه الألباني 
 شهر يجب ان نستعد فيه لعرض اعمالنا على الله تعالى فيه ونستعد فيه لما بعده من شهر الخير شهر رمضان 
وهو شهر تحويل القبلة في النصف منه، وهي ليلة عظيمة : يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن
 وأمرنا الله سبحانه وتعالى ان نسارع الى المغفرة فقال " وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ".
 ويقول صلى الله عليه وسلم : (( اغتنمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: اغتنمْ حَيَاتَكَ قبلَ مَوْتِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وشَبَابَكَ قبلَ هَرَمِكَ، وغِنَاكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِك (( .
 وورد في الأثر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى, فَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ ".
 قال ابن القيم – رحمه الله - : " إن الرجل إذا حضرت له فرصة القربة والطاعة، فالحزم كل الحزم في انتهازها، والمبادرة إليها، والعجز في تأخيرها، والتسويف بها، ولا سيما إذا لم يثق بقدرته وتمكنه من أسباب تحصيلها، فإن العزائم والهمم سريعة الانتقاض قلما ثبتت، والله سبحانه يعاقب من فتح له باباً من الخير فلم ينتهزه، بأن يحول بين قلبه وإرادته، فلا يمكنه بعد من إرادته عقوبة له، فمن لم يستجب لله ورسوله إذا دعاه، حال بينه وبين قلبه وإرادته، فلا يمكنه الاستجابة بعد ذلك".
 وحضنا الاسلام على استغلال الأوقات لجمع الحسنات فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ "
 و عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ؟ "
 روي أن أبا الدرداء رضي الله عنه, وقف ذات يوم أمام الكعبة ثم قال لأصحابه " أليس إذا أراد أحدكم سفرا يستعد له بزاد ؟ قالوا: نعم, قال: فسفر الآخرة أبعد مما تسافرون ! 
فقالوا : دلنا على زاده ؟ 
 فقال: ( حجوا حجة لعظائم الأمور, وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور, وصوموا يوما شديدا حره لطول يوم نشوره ) 
 و يقول عبد الرحمن ابن الأمام أبي حاتم الرازي " ربما كان يأكل وأقرأ عليه ويمشي وأقرأ عليه ويدخل الخلاء وأقرأ عليه ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه " فكانت ثمرة هذا المجهود وهذا الحرص على استغلال الوقت كتاب الجرح والتعديل في تسعة مجلدات وكتاب التفسير في مجلدات عدة وكتاب السند في ألف جزء. 
 وقال سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إني لأمقت الرجل أن أراه فارغا ليس في شي من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة " 
 وقال ابن عبد البر في جامع بيان العلم: - عن نعيم بن حماد قال: قيل لابن مبارك: إلى متى تطلب العلم ؟ قال: حتى الممات إن شاء الله " 
ونحن الان فى موسم الاستعداد الى رمضان عن أبي هريرة قال : ( كان رسول الله  يُبَشِّر أصحابه بقدوم رمضان يقول : قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك ، كتب الله عليكم صيامه ، فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر ، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم ) رواه الإمام أحمد في المسند
سئل الشيخ الشنقيطي ماذا تنصحني لإستقبال (مواسم الطاعات) رمضان)؟؟
فقال:خير ماتستقبل به مواسم الطاعات كثرة الاستغفار
لأن ذنوب العبد تحرمه التوفيق
 أسأل الله تعالى ان يعلمنا ما جهلنا ويجعلنا ممن يدلون عباده عليه وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.