رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 يناير 2025 3:26 م توقيت القاهرة

بقلم محمد عبد العظيم احفظ لسانك

الحمد للَّه رب الأرض ورب السماء .. خلق آدم وعلمه الأسماء..و أسجـد له ملائكـتـه ... و أسـكـنـه الـجـنة دار البـقاء وحذره من الشيطان ألد الأعداء ثم أنفذ فيه ما سبق به القضاء فاهبطه إلى دار الابتلاء
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء. خلق السموات و الأرض فى ستـة أيـام وكان عرشـه عـلى المـاء 
وأشهد أن سيدنا محمدا خاتم الرسل والأنبياء و إمـام المـجـاهـديـن والأتـقيـاء ..
و الشهيـد يـوم القيـامـة عـلى الشـهـداء المعصوم صلى الله عليه وسلم فما أخطأ قـط و ما أساء
قال تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114]
ومعنى هذا حبيبى فى الله أن تتَعاهَد لسانك، فلا ترسِله فيُوقِعك في مواقع الردى وفي الحديث: ((كلام ابن آدم عليه لا له، إلا ذِكْرَ الله - عز وجل - والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر))، وقال بعض العلماء: العاقل لا يبتدئ الكلام إلا أن يسأله، ولا يقول إلا لمن يقبل.
قال تعالى ((مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )) ق 18. فكل ما خرج من لسانك يُكتب ويُرصد، ويُحفظ ويُجمع؛ لينشر يوم القيامة.
ومن الحكمة قولهم: "أول العبادة الصمت، ثم طلب العلم، ثم العمل به، ثم حِفظُه، ثم نشره"، وما ذلك إلا لأن الصمت أمنة من الوقوع فى الخطأ ووقار وهيبة لصاحبه.
قال أبو حاتم: "الواجب على العاقل أن يُنصِف أُذنيه من قوله، ويعلم أنما جُعِل له أُذنان وفم واحد؛ ليسمع أكثر مما يقول؛ لأنه إذا قال ربما نَدِم، وإن لم يقل لم يَندَم، وهو على ردِّ ما لم يَقُل أقدرُ منه على ردِّ ما قال"
وأوصى الله تعالى عباده المؤمنين فقال ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
قال أحد العلماء :
جماع آداب الخير و أزمته تتفرع من أربعة أحاديث : 
1 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” من كان يؤمن بالله واليوم والآخر فليقل خيراً أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ” رواه البخاري ومسلم . 
2 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من حسن إسلام المرء تركة ما لا يعنيه ” حديث حسن رواه الترمذي وغيره . 
3 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال صلى الله علية وسلم ” لا تغضب ” فردد مراراً قال ” لا تغضب ” رواه البخاري . 
4 ـ عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه ـ خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ عن النبي صلى الله علية وسلم قال : لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ” رواه البخاري ومسلم . 
وذلك لعظم خطر اللسان وليس حديث معاذ عنا ببعيد بعد ان عدد له تعاليم الاسلام قال ثُمَّ قَالَ « أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ». قُلْتُ بَلَى يَا نَبِىَّ اللَّهِ قَالَ فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ « كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا ». فَقُلْتُ يَا نَبِىَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ « ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ »
ورحم الله من قال 
إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى************ ودينك موفور وعِرضك صيّن 
لسانك لا تذكر به عورة اِمرئٍ *********** فَكلّـك عورات وللناس ألسـن ..
وفى الحديث ( يا معشر من أعطى الإسلام بلسانه ، ولم يدخل الإيمان قلبه ، لاتؤذوا المؤمنين ، ولا تتبعوا عوراتـهم ، فإنه من تتبع عورات المؤمنين تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته). 
قال ابن رجب – رحمه الله :وقد روى عن بعض السلف أنه قال : ( أدركت قوما لم يكن لهم عيوب ، فذكروا عيوب الناس فذكر الناس لهم عيوبا ، وأدركت قوما كانت لهم عيوب ، فكفوا عن عيوب الناس فـنُـسيت عيوبهم ) .
أسأل الله تعالى ان يعلمنا ما جهلنا ويجعلنا ممن يدلون عباده عليه وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.