بلطاي بقلم مالك عادل

بلطاي رجل من الفرس ارسله التتار ليكون عين و جاسوس لهم على بلاد مصر قبل غزوهم لها ..

وعاش بلطاي وسط الناس وكان له منزل فيه برج حمام زاجل يستخدمه لمراسلة التتار ونقل اخبار المصريين...وكان سهل عليه الوصول للمعلومات بسبب اطمئنان عامة المصريين له وعدم وجود ما يدعو للشك فيه.

و استطاع ان ينظم الى مجموعة المماليك وقام بتجنيد واستقطاب كل العناصر واشتراهم بالمال و النساء .

وساهم في إغتيال كل القادة العسكريين والسياسيين في مصر وصولا إلى ( أيبك - اقطاي - شجرة الدر ) و كان له دور كبير في الفتن و الاضطربات التى ضربت مصر قبل وصول قطز للحكم .

و عند اقتراب غزو التتار لمصر ,عمل على نشر الشائعات والإحباط وسط الناس وتخويف المصريين وارهابهم من التتار و قوتهم العظيمة .

ليس هذا فقط ..

بل و عمد الى تحريض المصريين ضد حاكمهم سيف الدين قطز و قائد جيشه ركن الدين بيبرس وينشر عنهم في مجالسه انهم يقارعان الخمور و يركنان الى الجواري و ينفقون اموال طائلة على ملذاتهم في حين ان اهل مصر يعانون من ذائقة اقتصادية .

وفي يوم المواجهة بين الجيش المصري و جيش التتار في سهل عين جالوت وقف بلطاي
بين صفوف جنود مصر مدعيا انه خائف على الجنود عمد الى تحذيرهم و يطالبهم بالفرار و النفاذ بأرواحهم من قبضة التتار , وان سيف الدين قطز قد رمى بهم الى التهلكة و عند بدء القتال سوف يكون هو وبيبرس اول الهاربين !!

لكن اهل مصر و جنودها لم يكونوا يصدقون بلطاي لانه رجل كثير الكذب و لم يشكوا ايضا في امره لانه رجل هزيل العقل .

دقت الطبول بدأت المعركة و إلتحم الجيشان و و تقارعت السيوف و تطايرت الرؤوس
و علت حمحمة الجياد , و لما بلغت الهزيمة بالمغول .. قتل المغول بلطاي بسبب فشله في نقل خطة المسلمين للقتال لهم .

و السؤال هو : كم بلطاي اليوم يعيش بيننا ؟؟