تطبيع رياضى بين مصر واسرائيل وذلك باحتفاء كبير، تحدثت صفحات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية -وخاصة التابعة لسفارتهم بالقاهرة (إسرائيل في مصر)- عن اللقاء المرتقب بين اللاعب المصري أو صاحب لقب "فرعون الجودو" إسلام الشهابي أمام خصمه الإسرائيلي أوري ساسون في أوليمبياد ريو دي جانيرو، حيث توالت مئات التعليقات على صورة الخصمين بين مؤيد ومعارض. حالة الجدل هذه ليست مستغربة، ففي مرات سابقة تكرر السيناريو نفسه، خاصة تلك المواجهة التي قهر فيها المصري رمضان درويش منافسه الإسرائيلي إريك زائيفى ثم رفض مصافحته عام 2012.
مواقع إسرائيلية أصرت على ترويج شائعات مفادها انسحاب البطل المصري أمام منافسه الإسرائيلي بدور الـ 32، في وزن فوق الـ 100 كيلوجرام، حيث قال موقع "واللا" العبري الشهير إن انسحاب الشهابي سيتيح الفرصة أمام ساسون للصعود للأدوار الأخرى، وعقب أنه "جرت العادة أن يعتقد اللاعبون المصريون والعرب أن اللقاءات التى تجمعهم بأنها نوع من أنواع التطبيع المرفوض مع إسرائيل".وجاء رد الشهابي القوي أنه سيصر على المواجهة قائلًا "لن أستطيع التحدث، المواجهة حساسة للغاية ولا تحتمل الكلام"، فيما أكد وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز، أن "مصر ملتزمة بالميثاق الأولمبي.. وقد قبلنا باللعب تحت الراية الأولمبية، وعلينا القبول بالمنافسة مع الجميع، بصرف النظر عن أي شيء" بحسب تعبير الوزير.
موقع "جودو إنسيد" المتخصص في شئون اللعبة عقد مقارنة مبدئية بين اللاعبين المصري والإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الشهابي (34 عامًا) يحتفظ بـ16 ميدالية ذهبية و15 فضية و19 برونزية، حصدها في بطولات محلية وعالمية على مدار 15 عامًا، آخرها بطولات "جراند بريكس دوسيلدروف" في ألمانيا، وبطولة الإفريقية في تونس، و"جراند بريكس ألماتي" في كازاخستان.. وتصل نسبة فوز الشهابي في كل المواجهات إلى 55% بحسب الموقع ذاته.
أما اللاعب الإسرائيلي ساسون (25 عامًا) فقد حصد طوال مسيرته خلال 9 سنوات، 12 ميدالية ذهبية و5 ميداليات فضية و11 برونزية، وكانت آخر البطولات التي شارك بها، "جراند بريكس جوادالاجارا" في المكسيك، "جراند بريكس تبليسي" في جورجيا، والبطولة الأوروبية في قازان الروسية، وتصل نسبة فوزه في كل المواجهات إلى 75%.ورغم ذلك فإن الشهابي خصم لا يستهان به فهو المصنف الثالث عالميًا، وصاحب المركز الثاني في منافسات وزن +100 كجم ببطولة الجائزة الكبرى التي أقيمت بألمانيا فبراير 2016، وهو أيضًا صاحب ذهبية الجائزة الكبرى للجودو في الصين 2010 وبرونزية كأس العالم للجودو في اليابان 2010 وذهبية الجائزة الكبرى للجودو في أبو ظبي 2009، بالإضافة إلى خامس بطولة العالم للأساتذة في اليابان 2010.
وفي العالم الافتراضي على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي جرت مواجهة أكثر سخونة، بعدما تحولت تلك المبارة المرتقبة إلى قضية رأي عام، حيث تم تدشين حملة للمطالبة بانسحاب الشهابي، فيما كتبت صفحة "يديعوت أحرونوت" العبرية على "فيس بوك" أن المصريين ينتظرون بفارغ الصبر "معركة الجودو" التي ستجرى غدًا، فيما وصف أوفير جنلدمان المتحدث باسم رئيس وزراء إسرائيل على صفحته اللاعبين العرب في أولمبياد البرازيل بـ"متعصبون متطرفون" مستنكرًا رفض بعضهم مواجهة لاعبي بلاده، وأشار في تدوينة أخرى إلى أن الرياضيين العرب هم الوحيدون في العالم الذين يرفضون مواجهة رياضيين لأنهم "مواطنو دولة معينة" معلقًا:"هذه هي العنصرية بعينها".وجاءت تدوينة جنلدمان عقب انسحاب لاعبة الجودو السعودية جود فهمي من مواجهة اللاعبة الإسرائيلية، جيلي كوهين في الـ16 بالبطولة بداعي الإصابة.
إضافة تعليق جديد