أبوء بإثمي توبة القلب يا هوى
نصوح و يقوى في جحيمي عذابي
و تاهت خرافي في الصحاري و هاجمت
قطيعي الذي دون الكلاب ذئابي
فمن ذا الذي بعد المنى المر سوءتي
يواري على قبري يطوف غرابي
و فصل الربيع الحلو تهوى مرابعي
و ما قد هما طول الجفاف سحابي
أزور طلولي زال عنه عماره
شهدت بعيني عن شيوع خرابي
سقامي أراها في مقامي و يقطع
الزمان كسياف جميع رقابي
و يشوي فؤادي الدهر بالهم مثله
شبيه إذا بالنار يشوى كبابي
و قلبي غريق في بحور ذنوبه
إليه إلهي توبتي و متابي
تكون بظلماء الجنون نهايتي
أنير بأنوار الفنون درابي
علي هي الدنيا العجيبة أظلمت
وسيع سحابي بي تضيق رحابي
و بانت شموعي في ليالي موائدي
و صارت دموعي في كؤوس شرابي
عيوني بدوري لا ترى في فواجعي
و مأساة أحزاني و ليل اكتئابي
كمثل اليهود التيه قد صار عادتي
و يأتي مسيحي في سنين اغترابي
عيوني شموسي لا ترى في نهاره
عذابي و أشجاني و بلوى مصابي
و شيطانها نفسي يخون وعوده
إذا النصح أبدى في جنون اضطرابي
أسير كأعمى في دروب غوايتي
على حبها الدنيا يسيل لعابي
أراه جنوني في فنوني و فتنتي
و بعد تمام غاب بدر صوابي
ببستانه الأطياب شعري تفوح
أو تلوح نواميسي وعز جنابي
أكون إمام الناس منها منابري
أمام عيون الدهر ألقي خطابي
عناوينه طول الحياة كتبتها
قرأت بعين لا تنام كتابي
رسمت سناء البدر في أفق جبهتي
فتحت لها كل الكواكب بابي
رسمت شعاع الشمس في سقف مقلتي
يكون إلى بحر الغروب اقترابي
أبيع كلامي كالرسول و أشتري
سلامي و يبديه ملامي صحابي
و شيخوختي تبدو أمامي صفاتها
و مني يولي في هروب شبابي
يراه جحيم الهم قلبي يطوقه
إليه نعيم ما أراد اصطحابي
و بعثي جرى فيه الهوى و قيامتي
و ما عاد يجدي بعد موتي عتابي
طرحت سؤالا لا جوابا أريده
عجيب زماني منه زاد عجابي
و أبكي كطفل في ليالي فجوره
هو المشتهي وجه الزمان اغتصابي
مصيري أراه في مسيري و بدره
ينير ضميري بالشعاع شعابي
أصير إماما للبرايا بدعوتي
يريد زماني بالبلايا عقابي
أموت شهيدا في ربيع الهوى أنا
أنال بميعاد الفداء ثوابي
و كم كنت أرجو في أماني ثوابه
و أعلن خوفا من عقابي انسحابي
كمثل الهشيم القلب بالشوق يكتوي
و ألقى بطول البعد عود ثقابي
يكون ذهابي عن حياتي و بعده
جنون المنون المر يجري إيابي
إضافة تعليق جديد