رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 20 أبريل 2024 4:03 ص توقيت القاهرة

تجديد الخطاب الدينى وحب الوطن والحفاظ عليه للعبور نحو التنمية والاستقرار

كتب- د.إيهاب طلعت:
تجديد الخطاب فريضة حتمية فى ظل ما تتعرض له المجتمعات الإسلامية من ممارسات وأفكار مغلوطة على أرض الواقع وتتمزق بها الأوطان الإسلامية من خلال فكر شيطانى آثم لا يرعى للدين حرمة ولا يقدر قيمة النفس الإنسانية فحماية النفس من مقاصد الدين الإسلامى ولا يستقيم بنيان المجتمعات دون المحافظة على النفس الإنسانية وأن تجديد الخطاب الدينى لابد وأن ينطلق من مصر ليجوب دول العالم أجمع مشددا على أن الخطاب الدينى يحتاج إلى تجديد على الصعيد العالمى ..وفى أطار هذا كان الموضوع التالى :

فى البداية أوضح الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر أن الأزهر الشريف هو الوحيد الذى يستطيع تجديد الخطاب الدينى وأن التجديد لا يمكن أن يقوم به الفقهاء وحدهم وإنما ينطلقون من قاعدة أن الحكم على الشيء فرع من تصوره وعليه فيوجد فى الأزهر كليات علمية فالمنظومة فى جامعة الازهر ليست فى أى مكان العالم لذلك الأزهر هو الوحيد القادر على تجديد الخطاب الدينى. 
وأضاف أى مؤسسة فى العالم فيها هذا العمل العملى؟ وتسائل الهدهد قائلا: من الذين يعزفون على معزوفة تجديد الخطاب الدينى ماذا تريدون وستكون اجابتهم مفجعة لأنهم لا يعلمون ماذا يريدون؟ والأزهر لا يلتفت إلى المتحدثين عن الدين وهم لا يعرفون إلا قشوره فنحن فى زمن أبو العريف ومعروف أن أبو العريف لا يعرف أي شيئا فى أى شيئ ولكنه يريد أن يعلم الناس أنه يعرف كل شيء مضيفا أنه منذ عهد النبوة والصحابة يعرفون الاستثمار الآمن والعابر للقارات. 
خطاب ديني
قال الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب إن تجديد الخطاب الدينى لا يعنى تطويع رجال الدين لخدمة السياسية 
وأنه من الضروري أن يقوم الأوقاف بالدعوة الوسطية والموعظة الحسنة والحس على روح التعاون وأن الخطاب الدينى هو بلاغ من الوحى لأهل للأرض جميعا ويجب أن يخاطب جميعا 
وأضاف أن تجديد الخطاب الديني لا يهدف إلى تسيس الدين أو تطويعه لخدمة النظام وإن كان مخالفا لرأي الدين.
وأهمية وجود خطاب ديني مستنير لمواجهة هذه الأحداث بما لا يمس أساس وصالح الدين مؤكدًا أن الأمة عليها أن تعي ما يدور حولها من متغيرات.وأن الخطاب الديني دون مستوى الأحداث لذلك لابد وألا يكون خطابا جامدا كما يجب أن يعي كل المتغيرات بالتركيز على مخاطبة العقل.
النفس الإنسانية
أوضح الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية: تجديد الخطاب فريضة حتمية فى ظل ما تتعرض له المجتمعات الإسلامية من ممارسات وأفكار مغلوطة على أرض الواقع وتتمزق بها الأوطان الإسلامية من خلال فكر شيطانى آثم لا يرعى للدين حرمة ولا يقدر قيمة النفس الإنسانية فحماية النفس من مقاصد الدين الإسلامى ولا يستقيم بنيان المجتمعات دون المحافظة على النفس الإنسانية وهناك نصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة لا مساس بها عند التجديد وأرى أن السلم الاجتماعى من الثوابت فلا يجوز باسم التجديد إحداث شرخ أو فرقة بين صفوف الأمة وجعلها لقمة سائغة فى يد أعدائها ولا يجوز أن يؤدى التباين فى وجهات النظر لشق الصف فهذا من المحظورات القطعية فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من أتاكم وأمركم جميعاً على قلب رجل، فأراد أن يفرق جماعتكم، فاضربوه بالسيف كائناً من كان)، فوحدة الأمة خط أحمر ولا يصح أن نأخذ التجديد لتعظيم أيديولوجية أو مذهب أو تيار ولا بد من مراعاة أدب الاختلاف ولا بد من القضاء على المذهبية والطائفية فى الخطابلأنها أمر خطير يضرب الأمة الإسلامية والرسول لحق بالرفيق الأعلى والأمة على قلب رجل واحد، على الرغم من تباين وجهات النظر ومسألة الإقصاء والتعصب من الأمور المحرمة قطعياً فى تجديد الخطاب الدينى. 
ولا بد أن نفطن لبعض المتغيرات عند التجديد ومنها اختلاف العصر عن ذى قبل وما كان يصلح فى العصور السابقة لا يصلح حالياً ولا بد من تنقيح وتنقية كتب التراث فلا يصح نسفها كما يردد البعض وإنما نأخذ منها ما يتماشى مع واقعنا ولا يجوز الطعن فى الأئمة والفقهاء العظماء فهم اجتهدوا وتعاملوا مع متغيرات عصرهم ولنا الحق فى أخذ ما يتوافق مع المستجدات التى طرأت علينا والاجتهاد فى القضايا العصرية وعلينا أخذ مصلحة الأمة فى الاعتبار. وتوجد كتب كثيرة يمكن الرجوع إليها كمراجع فى مسألة التجديد مثل كتب المقاصد الشرعية ككتاب «الموافقات» للشاطبى وكتاب «تحرير الأحكام فى مصالح الأنام» للعز بن عبدالسلام وكتب القواعد الفقهية مثل «الأشباه والنظائر» لابن نديم الحنفى وكتاب «الأشباه والنظائر» لابن السيوطى الشافعى وكتاب «مقالات الإسلاميين» لأبى الحسن الأشعرى وأيضاً نحن فى حاجة إلى آراء المعتزلة فالعقل ذو أهمية حالياً لأن معظم الثقافات تقوم على العقل وتحديداً الثقافة الغربية والقرآن أعلى قيمة العقل ويمكننا الاستعانة بكتيبات ابن رشد فهو فيلسوف وفقيه ويعلى من قيمة العقل وله كتابات، مثل: «بداية المجتهد ونهاية المقتصد» و«فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال». ولا بد من توافر مؤهلات فيمن يقوم بالتجديد وفى مقدمتها التخصص ودراسة العلوم الشرعية على يد متخصصين فى الأزهر الشريف وأن يكون من الراسخين فى العلم. 
عين الاعتبار
مبينا :التجديد ليس حكراً على المؤسسة الدينية بدليل دعوة الأزهر للمفكرين والمثقفين من مختلف الاتجاهات لبحث آليات تجديد الخطاب الدينى فى عدة جلسات فى رحاب المشيخة بحضور الإمام الأكبر بل طالبهم الأزهر بإبداء مقترحاتهم وآرائهم فى التجديد لوضعها فى عين الاعتبار وهناك مفكرون يستمع الأزهر لهم ويأخذ بآرائهم وليسوا أزهريين مثل الدكتور مصطفى الفقى والدكتور محمد كمال إمام وغيرهم كثيرون ولا مانع من الاستفادة بتصورات عدد من المثقفين أمثال الشاعر فاروق جويدة ووزارات مثل الثقافة والتعليم ووسائل الإعلام والمحكمة الدستورية أيضاً لها آراء مستنيرة فى هذا الشأن ويمكن الاستفادة من اجتهادها التراثى بالإضافة إلى كتابات الشيخ محمد عبده ورفاعة الطهطاوى ومصطفى محمود وبعض كتابات زكى نجيب محمود يمكن الرجوع إليها. ولا بد من تهيئة الرأى العام بثقافة ناضجة تتخلص من الآفات الموجودة فى الوقت الحاضر ولا بد من تكاتف كل الجهود والعمل بروح الفريق بالتنسيق بين كل مؤسسات وهيئات الدولة وعلى رأسها الأزهر الشريف. 
وأضاف :والتجديد معناه إحياء جوهر الدين والعودة به إلى منابعه الأولى معرفة وفهماً وسلوكاً بحيث يتجلى أثره فى دنيا الناس وفى واقعهم الحياتى فيكون منظماً لشئونهم مصححاً لسلوكياتهم فى إطار الثوابت والمقاصد الشرعية ونصوص الشرع جاءت لتحقيق صالح الناس وإعمار الكون وقدمت نموذجاً للشخصية المسلمة التى أضافت للإنسانية ونهضت بالدنيا وفق صحيح الدين. والخطاب الدينى الرشيد ينأى عن التحزب ويقوم على المنهج الوسطى المعتدل والرفق واللين وينبذ التطرف والعنف ويدرك الواقع مع التركيز على منظومة الأخلاق ولا بد أن يركز الخطاب على قبول الآخر وجمع الشمل وإعلاء المصلحة العامة والانتماء للدين والوطن بلا تفرقة بينهما وأن يركز على تصحيح هذه المفاهيم لأنه من هذه المغالطات أن نجد الممارسات المأساوية التى تعيشها الأوطان الإسلامية..
الفكر الصحيح
وقال الشيخ عبد العزيز النجار مدير الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية إن مؤسسات الأزهر جميعها تسير وفق الاستراتيجية التي أعلنها الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لتجديد الخطاب الديني وأن مجال الدعوة في الأزهر يعمل بقدر كبير وبطاقة أكبر من قبل وفتح المجال أمام المرأة لتكون واعظة للوصول إلى سيدات المجتمع جميعهن. وأن علماء الوعظ ولجان الفتوى ومكاتب بيت العائلة بالمحافظات يؤدون دور كبير في التواصل مع جميع فئات المجتمع وتركيزهم على الشباب والتواصل معهم 
مشيرا إلى أن وعاظ الأزهر تواصلوا مع الشباب في الأندية ومراكز الشباب وفي المساجد والشوارع والمقاهي وفي كل مكان لتبصيرهم وتعريفهم بالفكر الصحيح. تكليف لا رسالة على الجانب الآخر 
.
فرصة التجديد
يرى الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر:أن مصر لا تحتاج إلى تجديد خطاب ديني ولكنها تحتاج إلى خطاب جديد وأن هذا ما ذكره الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة دينها بحسن الفهم والعرض".
وأن العمل الذي يقوم به الأزهر في ملف تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى آليات أكثر سرعة مما يقوم به الآن وإن حالة الإقصاء التي يعيشها الأزهر لن تمنحه فرصة التجديد فلابد أن يكون هناك تكاتف بين الأزهر ومؤسسات الدولة الأخرى ولابد أن يكون هناك نشاطا مكثفا للأزهر في هذا الملف وأن يتيح الفرصة أمام علماء الأزهر جميعا للمشاركة في هذا العمل ويعتبرها رسالة وليست تكليف. ووضرورة ألا يكون هناك إقصاء لأي طرف أيا كان وأن يعمل الأزهر على حماية الفكر الديني من التيارات المتشددة وبخاصة الجماعات المتسلفة ولا يفسح أمامهم الطريق حتى لايهدموا مايقوم به الأزهر..
وأن الخطبة الموحدة ليست تجديدا للخطاب الديني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي ولكنها بعيدة كل البعد عن ذلك
والهدف من تجديد الخطاب عرض القضايا الفقهية وضرروات الحياة بطريقة عصرية يفهمها الناس.
وأن الأزهر قطعًا شوطًا ويحتاج إلى وقت لإزالة التراكمات والفاهيم المغلوطة التي حلت بالدين مشيرًا إلى أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يسعى لتصحيح صورة الإسلام في العالم كله وكلف بعقد لقاءات حواراية مع الشباب لإعلاء قيم الأخلاق
توعية الشباب
قال الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف السابق أنه يجب تجديد الخطاب الديني لتغيير النظرة السلبية للأقباط وأنه يجب علي الأزهر والكنيسة أن يعملا كفريق واحد في تجديد الخطاب الديني قائلاً:" إيد لوحدها لا تفعل شيئا".
وأكد أنه يجب وجود تكاتف من مؤسسات خمسة هامة وهي الأزهر والكنيسة والمدرسة والأسرة والإعلام من أجل توعية الشباب والنشأ الصغير مشيراً إلي أن الإخوة والإنسانية أعمق وأشمل من الإخوة الدينية أو العرقية قائلاً:"لازم نعيش الوحدة والإخوة وفيما يخص العبادة والاعتقاد ربنا هو اللي هيحاسبنا عليه".
الطريق الصحيح
أشار الدكتور صالح عبدالوهاب الفقى عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع المنوفية :أن المعني الحقيقي لمفهوم التجديد ليس غريباً عن منهج الإسلام وليس هدماً كما يروج له البعض ،فمن أبسط معانيه هو البحث عن الأسانيد الصحيحة وغربلَة النصوص المشوهة والموضوعة كالزيادة في رواية الأحاديث والتفاسير المغلوطة التي تشوبها الإسرائيليات
وأكد "الفقي" علي دور العلماء والوعاظ وضرورة اتسامهم بالشجاعة الأدبية في تنقيح مثل هذه الأكاذيب التي شابت بعض كتب التراث وتُظهر ديننا الإسلامي السمح بمظهرٍ رجعي.
وضرورة التأهيل المستمر للدعاة والأئمة مثمناً الدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف كخطوة علي الطريق الصحيح نحو قضية تجديد الخطاب الديني مستبشراً أن تؤتي ثمارها المرجوة في أقرب وقت. وضرورة محاربة الفكر المتطرف الذي يعد منبعاً رئيساً للإرهاب من خلال تصحيح المفاهيم المغلوطة التي يبثها الأشباه المحسوبون علي الدعاة في عقول الشباب، مؤكداً علي ضرورة استعادة الأزهر الشريف لدوره الريَادي وأن يتبوء رجاله مكانتهم المسلوبة وهو ما يقاتل من أجله الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في الداخل والخارج.
كما وجه "الفقي" خطابه للشباب قائلاً" أنتم عماد الأمة ومستقبلها وإياكم أن تُستَغَلوا أو تنخدعوا بالسموم التي يبثها شيوخ الفتنة مستترين تحت عباءة الإعلام الإسلامي في عصر السماوات المفتوحة ولا تنساقوا وراء الإثارة التي تتبناها بعض الجماعات الإرهابية مستغليين تردي الأوضاع المعيشية والأزمات كمُتنفَس لإثارة القلاقل وعدم الإسقرار، ولكن علينا أن نتكاتف جميعاً من أجل بناء مصرنا كي تستعيد دورها الريادي في المنطقة"
وفي السياق ذاته حذر "الفقي" من خطر المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي في تصدير المفاهيم والأفكار الإرهابية وأن يكون شباب الأمة علي وعي تامٍ بهذا الفخ الذي تنصبه القوي الظلامية عبر كتائبها الإلكترونية والتي لا تقل خطراً عن كتائبها المسلحة وأن يتطوع الشباب وبالأخص طلاب الأزهر للرد علي مثل هذه الأفكار والمفاهيم المغلوطة من باب محاربة الفكر بالفكر.
وان حب الوطن والحفاظ عليه هو السبيل الوحيد للعبور نحو التنمية والاستقرار .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.