رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 27 سبتمبر 2024 11:07 م توقيت القاهرة

تحقيق التربية الحسنة للأبناء

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي أرسل رسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، والشكر له على ما أولانا من واسع كرمه وفضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هدى من هدى بفضله، وأضل من أضل بحكمته وعدله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى من جميع خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وصحبته، وسلم تسليما ثم أما بعد إن من أساليب التربية الحسنة للأبناء هو الكشف للولد عن مخططات أعداء الإسلام، والإشادة بحضارة الإسلام وبث روح الشوق عند الولد لإعادتها، وتعويد الولد على حفظ الوقت، والتدرج في التأديب، وإيجاد التصورات الصحيحة عند الولد فهناك مفاهيم يجب أن تفهم الفهم الصحيح، إذ إن الفهم الخاطئ لها يوقع في الخلل، ومن ذلك مفهوم العبادة التي يحصرها كثير من المسلمين في العبادات التي لا يتعدى نفعها إلى غير فاعلها، وهذا لاشك أن هذا خطأ.  

فالعبادة أشمل من هذا، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة وليس تدخلا في حريات الآخرين، بعض الآباء إذا رأى ابنه يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر، قال له مالك وللناس عليك بنفسك فقط، وكما من أساليب التربية الحسنة للأبناء هو إيجاد القناعات المتأصلة  في النفس بالمعتقدات والأفكار الإسلامية، من مثل الحجاب، فتقتنع البنت به، وأنه إنما ترتديه امتثالا لأمر الله تعالي، لا تقليدا للأُمهات، وإذا كان الشيء المأمور به شرعا، إنما يعمل تقليدا فقط، ويجعل من العادات والتقاليد فقط، فإنه سرعان ما يترك، وعندما أقول ما سبق، لا أقصد أنه يلزم أن يقتنع المسلم بتعاليم الله، وتدخل مزاجه وعقله، لا لأن الله سبحانه هو الذي شرع هذه التعاليم، وهو أعلم بما يصلح للناس، وليس الناس بعقولهم القاصرة يحكمون على هذه التعاليم، ومدى صلاحيتها لنا، وإنما الذي أقصده أن يعملها الإنسان وهو يعلم أنها من الله.

وأنه يعملها لله لا لغيره، وكما من أساليب التربية الحسنة للأبناء هو حث البالغين على الزواج قدر المستطاع، وتذليل عقباته، فإن لم يكن فيحثون على الصيام، وإبعاد الأولاد عن المثيرات الجنسية، وتقوية الصلة بينك وبين ولدك، حتى تجعله يعدك صديقا له، بالإضافة إلى كونك أبا وهذا يتم بالبشاشة معه، وممازحته، وكما من أساليب التربية الحسنة للأبناء هو عدم إغداق المال عليه، بحيث يتوفر له المحرمات، وعدم التقتير عليه بحيث يضطر إلى السرقة، والانتباه للسيارة وشرائها له، إذ قد تكون سببا لإنحرافه، وأحذر التناقض عندهم، ووف لهم بما تعدهم به، وجالسهم، واسمع لهم، وأشعرهم بأهميتهم، وعاقبهم إذا لزم الأمر، وإعانتهم على برك، ولا تجبر ولدك على أن يكون مثلك في الوظيفة، أنت مهندس أو طبيب أو عسكري فلابد أن يكون هو كذلك، ولا تبث فيهم روح الخوف من المستقبل. 

وتحصر الرزق في الوظيفة، ولا يعني هذا إهمال توجيهه وإرشاده إلى أهمية الدراسة، وأريد أن أهمس في أذنك همسة قبل أن أنتقل إلى الفقرة التالية، وهي أنت تحب أن يصلح أولادك ويبروك، فإن أردت برهم لك فبر بوالديك، وإن من الوسائل التي نسلكها لتحقيق التربية الحسنة للأبناء هو القدوة الحسنة وهي من أقوى وسائل التربية تأثيرا وذلك لأن الولد ينظر إلى مربيه وماذا يعمله ويستفيد من فعله أكثر من قوله، فالولد إذا رأى مربيه ينهاه عن شيء ثم يفعله، كيف ينتهي الولد عن هذا؟ والمفترض أن يكون المربي قدوة لمن يربيهم، فمثلا إذا أذَّن أسكت للترديد مع المؤذن، وبسرعة توضأ، وخذهم معك  للصلاة، إذا كلم أحدهم في الهاتف لا تقل لهم قولوا إني غير موجود، فتعودهم على الكذب، والقدوة تكون في الأبوين، وفي الرفقة الصالحة وفي المعلم.

فإذا كان أولئك قدوة صالحة لمن يربونهم، أنتجت تربيتهم إنتاجا سليما صالحا وأما إن كانوا بالعكس، ويخالف قولهم فعلهم فلن يستفيد المتربي منهم شيئا إلا التناقض، وكذلك القدوة تكون في الأخ الأكبر، ولذا ينبغي التنبه للمولود الأول، فيهتم بتربيته اهتماما كبيرا، لأنه سيكون قدوة لأخوته الذين يأتون من بعده.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.