رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 28 فبراير 2025 11:29 م توقيت القاهرة

تسمية الولد تسمية جميلة.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله إقرارا بوحدانيته، والشكر له على سوابغ نعمته، اختص بها أهل الصدق والإيمان بصدق معاملته، ومن على العاصي بقبول توبته، ومد للمسلم عملا صالحا بوصيته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المفضل على جميع بريته، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد لقد أوصي الإسلام الآباء والأمهات بتربية أبناءهم تربية حسنة علي كتاب الله وسنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم، وإن من الحقوق الواجبة علي الأبناء هو حق الإكرام والإحترام، فللطفل حقه في إحترام لائق بشخصيته وإكرام ملائم لوضعيته وصغر سنه، وقد شرع الإسلام في هذا الصدد عدة تشريعات ترمي كلها إلى إعتبار وجود الطفل والإحتفاء به.
ومراعاة إحساسه ونزعاته، ومن أول ذلك تشريع العقيقة التي تذبح عند ولادة المولود فرحا بمقدمه وشكرا لله تعالي على إنعامه به، وقد جرى العرف بين المسلمين أن يقيم الرجل مأدبة يدعو لها إخوانه وأصدقاءه احتفاء بوليده وتقبلا للتهنئة من أصحابه بما وهبه الله عز وجل من الذرية، وكره بعض الأئمة دعوة الناس للعقيقة وهي كراهة لا مسوغ لها ولا موجب لاعتبارها، فليس في سنة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم ولا في شريعته ما يمنع المسلم أن يدعو إخوانه إلى بيته بمناسبة وبغير مناسبة، فإطعام الإخوان لا يعدو أن يكون هدية أو صدقة وكلاهما مشروع في الإسلام، ومن ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحسين تسمية المولود، إذ أن تسمية المولود تنبئ عن وسطه الذي نشأ فيه وترمز إلى نوعية محيطه الذي يعيش فيه فيعرف موقع الإنسان في الغالب.
وتضيف قوميته من إسمه الذي سماه به أهله، فكان من المحمود أن يسمى الولد تسمية جميلة تكسبه قبولا حسنا عند الناس، ومن أجل ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يغير الأسم القبيح " رواه الترمذي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكرم الأطفال ويوليهم من الإهتمام والإعتبار ما لا يولي مثله للكبار من رجال ونساء، وذلك مراعاة لصغر سنهم وإرضاء وتطييبا لنفوسهم، وكما يجب أن يذكّر الوالد ولده بالجنة ويصفها له على اعتبار أنها دار المتقين، وكما يتم تعويد الطفل على تعلم بعض الأمور الغيبية والعقدية المهمة مثل الجنة والنار والقيامة والدجال والقبر والميزان والصراط ورؤية الله سبحانه وتعالي ببساطة وبدون تكلف ولا تقعر حتى يتعلم الطفل من الصغر أساس دينه، وكذا حتى لا ينفر الطفل من الدين بسبب الطريقة المعقدة التي يمكن أن يقدم له بها.
وكما يتم ترغيب الطفل في الجنة وما أوصل إليها من قول أو عمل، ويتم تحذيره من النار وما قرّب إليها من قول أو عمل، وكلما تيسر للوالد الوقت يمكن أن يحفّظ ولده شيئا من القرآن وإذا وجد الوالد إماما مستعدا للقيام بهذه المهمة فإن ذلك يعتبر نعمة عظيمة قد تساعد الطفل على حفظ القرآن الكريم كله يإذن الله وفي ذلك من الخير ما فيه لأن الطفل إذا حفظ القرآن صلح عمله وتعلّم الإسلام وتشجّع على أمر الدعوة إلى دين الله تعالي ويكون على الأقل هذا هو المتوقع منه، ويؤكّد للولد أمر النظافة العامة في كل شيء وأن "الله نظيف يحب النظافة" كما ورد في الأثر، وكما يتم تعويد الطفل على أن يستر إذا وقع في مخالفة للمرة الأولى، فإذا فعلها ثانية يجب أن يعاتب سرا ويحذر من العودة إليها، فإن تكرر منه ذلك فلا بأس أن تعرك أذنه وأن يعبس في وجهه.
وأن يعاقب بطريقة أو بأخرى ولو دقيقة أو دقيقتين ولو تم ذلك في بعض الأحيان أمام البعض من إخوته أو أخواته أو أقاربه أو جيرانه أو حتى لا يعود إلى هذا الخطإ الذي تكرر منه عدة مرات، ولا بأس من أن تخوف الأم الطفل من أبيه حتى إذا رآه هابه وإخافة الولد بالسوط أو بالعود أو ما شابه ذلك فيما قبل سن السابعة خير من إيقاع العقوبة عليه لأن الطفل إذا تعود على العقوبة هان السوط لديه وهانت العقوبة عنده، وكما يتم تعويد الطفل على الرياضة خاصة منها ما يناسب سن الطفل الصغير وقدراته البدنية والفكرية والنفسية حتى لا يتربى على الكسل مع ضرورة تخلقه بالخلق الإسلامي أثناء ممارسته للرياضة سواء مع نفسه أو مع غيره.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.