رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 10 مايو 2025 5:18 م توقيت القاهرة

تطهير الإعتقاد من أدران الإلحاد.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله المتمم لمكارم الأخلاق، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، ثم أما بعد إن التكفير لم يعد عند كثير من التوجهات أمرا شرعيا مضبوطا بضوابط أصول العلم وقواعده، بل أصبح وسيلة للعمل وتصفية الحسابات مع الخصوم، وهو بهذا طريق سالك الى إستحلال الدماء، فحتى تقنع الإنسان بصحة القتل والقتال، عليك أن تحكم على المقابل بإستحقاقه لهذا لردته أو كفره، وهذا لا شك تسييس للمفهوم الشرعي وإخراج له عن فقهه الشرعي، ولذلك تجد التساهل في إطلاق الأحكام طالما هي تبرر الأفعال في القتل والقتال، ولو عرضت على البعض نفس المسائل في وقت تراجع أو ترك للمنهج لوجد من العوائق الكثير التي تحول بينه.
وبين أن يحكم على فلان أو علان بالردة والكفر، فعلى الناصح الحازم أن يعتصم بالعروة الوثقى والحبل المتين، وأن يوقن أنه لا يستقل عن توفيق ربه طرفة عين، فلو وكله الله إلى نفسه ضاع وهلك والتوحيد أشد الأشياء نزاهة وحساسية، فأقل شوب يجرحه ويشوه صفاءه، حيث قال واعظ الإسلام عبد الرحمن بن الجوزي رحمه الله في كتابه المدهش " وحّد زيد بن عمرو وما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفر ابن أبيّ وقد صلّى القبلتين، فيا من هو من عسكر الرسول أيحسن منك كل يوم هزيمة؟ ومن أراد من العمّال أن ينظر قدره عند السلطان فلينظر ماذا يوليه، فيا أقدام الصبر احملي فقد بقي القليل، ويا أيها الراكب قد علمت أين المنزل فاحد لها تسر" وقال الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني الحسني الهاشمي في رسالته " تطهير الإعتقاد من أدران الإلحاد "
وكذلك تسمية القبر مشهدا ومن يعتقدون فيه وليا لا يخرجه عن إسم الصنم والوثن، إذ هم معاملون لها تعامل المشركين للأصنام، ويطوفون بهم طواف الحجاج بيت الله الحرام ويلتمسونها التماسهم لأركان البيت ويخاطبون الميت بالكلمات الكفرية مثل قولهم على الله وعليك، ويهتفون بأسمائهم عند الشدائد ونحوها وكل قوم لهم رجل ينادونه، وهو بعينه فعل المشركين في الأصنام، فإن قلت أفيصير هؤلاء الذين يعتقدون في القبور والأولياء والفسقة الخلعاء مشركين، كالذين يعتقدون في الأصنام؟ قلت نعم، قد حصل فيهم ما حصل في أولئك وساووهم في ذلك، بل زادوا في الإعتقاد والإنقياد والإستعباد فلا فرق بينهم فإن قلت هؤلاء القبوريين يقولون نحن لا نشرك بالله عز وجلّ ولا نجعل له ندا والإلتجاء إلى الأولياء والإعتقاد فيهم ليس بشرك، قلت نعم "يقولون بأفواههم"
ولكن هذا جهل منهم بمعنى الشرك، فإن تعظيمهم الأولياء ونحر النحائر لهم شرك، فإن قلت هم جاهلون أنهم مشركون بما يفعلونه، قلت قد صرّح الفقهاء في كتب الفقه في باب الردة أن من تكلّم بكلمة الكفر يكفر، وإن لم يقصد معناها وهذا دال على أنهم لا يعرفون حقيقة الإسلام ولا ماهيّة التوحيد، فصاروا حينئذ كفارا كفرا أصليا، فإن قلت لا سواء، فهؤلاء قد قالوا لا إله إلا الله وقد قال صلى الله صلى الله عليه وسلم "أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها" وقال لأسامة " أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله" وهؤلاء يصلون ويصومون ويزكون، بخلاف المشركين، قلت قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إلا بحقها" وحقها إفراد الإلهية والعبودية لله تعالى والقبوريون لم يفردوا هذه العبادة فلم تنفعهم كلمة الشهادة.
فإنها لا تنفع إلا مع التزام معناها، ولم ينفع اليهود قولها لإنكارهم الأنبياء" هذا ولا بد للحق من قوة مادية تسنده فيقول الله تعالي كما جاء في سورة الحديد " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز" وإنظر كيف إنتهى مشروع شيخ الإسلام الإصلاحي في زمنه مع سعة علمه وقوة عارضته وغزارة تصانيفه، مع النجاح الباهر في زمنه وعلى إمتداد الزمان بعده، بل إن مشروع مجدد الدعوة هو أحد ثمار مشروع شيخ الإسلام، ثم انظر إلى ثمرة مشروع الإمام المجدد وسرعة قطف ثمرته فإنه لما كان مع المجدد سيف شهير، فتح الله به قلاع الشرك والوثنية من قلوب الناس، فرحم الله أصحاب السيف الشهير الذين حملوا الأمة على التوحيد ونقضوا عنها صروح الشرك والبدعة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.