حبيبتي أحلى النساء بقلم مصطفى سبتة

و شعري تغنى بأحلى النساء
كبدر تجلى بسحر السناء
و أرضي كعرضي جرى نبع مائي
جميلا يرى من عنان السماء
إلى أن أصير بحبك أعمى
سأهواك عيني بحسن الضياء
سيحيا العمى في الفؤاد الذي لا
هوى فيه أهوى حياة الحياء
شربنا خمور الهوى كالسكارى
و بتنا عراة بجو العراء
و عم صباحا بوجه صبيح
تملى بمسك الصبا في المساء
نعيما أرى في الهوى و الهناء
جحيما أرى في النوى و الجفاء
سيبقى إلى منتهى العمر وعدي
بعهدي شروط الرضا و الوفاء
و تشدو النشيد العصافير مثلي
تغنى قصيدي بأحلى النساء
و وجه العروس الحسين تباهى
جمالا بحسن الرنا و الهناء
حبيبي المساوي طبيبي المداوي
و دائي سيشفى بطيب الدواء
كطفل يحن لصدر حنون
يراه عليه كثير البكاء
تصاب عيوني إذا لم تراه
بشكوى القذى أو ببلوى العماء
ربيع الحياة إذا ما غاب فيها
يحل عليها خريف الفناء
و يحلو بأنس الغواني الغناء
فراقك لي من أشد البلاء
و نفسي أبيع له في هواه
و أشري رضاه بسلوى الشراء
و أحلى التحايا و أغلى الهدايا
سأعطي إليه بحسن الأداء
و يعلو صداه بقلبي هواه
بصمت الرضا طاب صوت النداء
أمامي أرى الشمس تزهو شروقا
بعين الحبيب بأبهى البهاء
و هدم الهوى لا يكون و حتى
إذا ما أتى الموت بعد االبناء
و أنت الذي من دمي في هواك
براء تجلى بزهو الجلاء
أصلي بدين الهوى يا إلهي
و كلي يقين بصدق الرجاء
يزيد الهوى و الصبا في الفؤاد
بطول النوى و الجوى و الجفاء
نأدي مليك الجمال لديه
كمثل الرعايا طقوس الولاء
كسحر الهوى في النفوس العجيب
سنينا يعود بنا للوراء
كمثل الفراشة روحي تطوف
على الورد تسمو بمسك النقاء
و من لم يراه الهوى عاش أعمى
شقيا و يحيا حياة الغباء
زواج النفوس يكون بعهد
قديم الجديد و وعد الرضاء
و ورد الهوى في فراش الحبيب
فرشت حلا فيه طيب اللقاء
و أدعو بأن فيه ألقى حبيبا
يطيب لدى القلب حسن الدعاء
و سكرانة الروح ثملى هواه
يسلي يملي ككأس الطلاء
كبدر الدجى لا نراه جميلا
له النور إلا بأعلى العلاء
معا في علاء العلى في كمال
الجمال على حد وجه السواء
و تبدي عيوني إذا ما تراه
الذي كان يخفى بسر الخفاء
كماء السماء بجو المساء
لروحي هواك كمثل الهواء
أمامي أرى البدر يزهو طلوعا
يغني غنائي بأزهى الفضاء
سيبقى هواك خلودا بروحي
لمسك الختام و ختم البقاء
أسا طير شعري بدهري تغنى
حلا في هوانا ربيع الغناء
و يزداد طول العلى في النماء
يدوم الهوى في المدى بالعطاء
و أرثي حياتي التي لم أراه
أمامي بها في تمام الرثاء
و أهجو زماني الذي لم يشأ أن
أراه أمامي بأقوى الهجاء
و شعري المقفى بأغنى المعاني
و حلو الأماني عظيم الثراء
تغنى لساني بأحلى النساء
بوصف التباهي و حسن الثناء
و يجدي بدنيا الدواهي الدهاء
و عقلي ذكى منه مسك الذكاء
و تحلو الحياة بمعنى الوفاء
لأقصى المنايا و مغنى الصفاء