رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 22 يناير 2025 4:05 م توقيت القاهرة

حرب الأفكار ( الحرب الناعمة ) بقلم مالك عادل

كتب/ مالك عادل
حرب الافكار (الحرب الناعمة)

تهيئة الأرضية للتحرك الاستخباراتي من أهم وظائف الحرب الناعمة
من وظائف الحرب الناعمة الأساسية تهيئة الأرضية والبيئة الملائمة للتحرك الاستخباراتي والعملاني على الأرض لكي تصبح جاهزة لتقبل وتمرير الافكار، فالحرب الناعمة جزء من كل أي أنها لا تعمل كسياسة منفصلة ومستقلة عن الخطة الكبرى..
ولا يتصور احد أن العدو قد يكتفي باعتماد الحرب الناعمة لإسقاط النظم المعادية عبر وسائل وأجهزة الاتصال والإعلام بشكل منفصل عن أي تحركات على الأرض، فهذا لا ينسجم مع الدواعي المنهجية ولا مع طريقة عمل اجهزه العدو، ولا تتطابق مع ما كشفته المستندات والوثائق والتصريحات التي أعلنها ضباط سابقون في الاستخبارات الامريكيه حول طريقة إعدادهم للانقلابات أو لإسقاط الأنظمة والقوى المعادية لهم، فالحرب الناعمة لا بد أن تتزامن مع تأسيس شبكات ودعم وتمويل قوى معارضة ومنشقة عن النظم والقوى المعادية لأميركا بالخفاء والسر، أو عبر الدعم غير المباشر عبر تقاطع المصالح من خلال الدعم السياسي والإعلامي عبر تضخيم أدوارهم وتسليط الضوء عليهم لصناعة نجوميتهم، وإبرازهم كدعاة ورموز للديمقراطية وحقوق الإنسان، وتحريك الرأي العام للالتفاف حولهم، ولا بد من تجنيد المؤسسات الإعلامية والإعلاميين ورؤساء التحرير وكتاب الأعمدة والمراسلين وبعض الفنانين والمثقفين وبعض القطاعات المدنية المخترقة لخدمتهم وخدمة شعاراتهم، كما تتزامن الحرب الناعمة مع عمليات استخباراتية على الأرض، لتخريب وهدم الوئام والانسجام بين قادة ورجال النظام وبث الفرقة والفتن بين النظام ومختلف فئات الشعب وتياراته، ولا مانع إذا تطلب الموقف ووصلت الحرب الناعمة إلى نتائج حاسمة في تهديد النظام المستهدف من اغتيال بعض هذه الشخصيات المعارضة أو القيام بتفجير أهداف مدنية أو عامة لأجل تحقيق الأهداف الأميركية..فهذا ما يسمح به ميثاق وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA تحت عنوان" حذف شخصيات مؤثرة لدعم أهداف نفسية ودعائية ضمن خطة تحرك كبرى"

من اهم اهداف الحرب الناعمه بث اليأس والإحباط والشكوك حيال الرموز والمعتقدات والمستقبل
وهذه الوظيفة من الأدوار المهمة التي تقوم بها الحرب الناعمة، فالعدو يجهد لدب اليأس والإحباط في قلوب الجماهير والناس، لتقليب الناس على نظمها ، وقادتها، وللتشكيك بقضاياها ورموزها ومقدساتها، وزرع فكرة المستقبل القاتم، وعدم الجدوى من مواصلة الطريق، وان هذا الطريق مدمر وانتحاري، ولا عقلاني، وغيرها من الحملات الإعلامية والعناوين الزائفة والاتهامات والإشاعات المتواصلة والمبرمجة الطويلة المدى، وتستهدف هذه الحملات تحقيق ثلاثة غايات:
1ـ استمالة جزء من هذا الجمهور نحو مشروعهم، وتوجيهه للانقلاب والارتداد على شعاراته وأفكاره السابقة.
2ـ بلبلة الأفكار وتشويش النفوس لتعطيل وتجميد نشاطات وطاقات جزء من جمهور من خلال الدعوة لنظريات ومواقف الحياد.
3ـ إحداث حالة من التردد المفضي إلى اللامبالاة.

تستهدف الحرب الناعمة العقل والنفس الإنسانية، ليصل تاثيرها الي اصحاب النفوس الضعيفه و العقل السطحي ، وهي بذلك تستغل طبيعة خلق الإنسان.
"الإنسان خُلق حسياً أكثر منه عقليا، ولذلك هو يتأثر بالأمور المادية والإغراءات والغواية، وفي أحيانٍ كثيرة يبدو العقل وكأنَّه قد تعطَّل، مع أنه يعمل، ولكنَّ مؤثرات الجسد تسيطر في كثير من الحالات على منطق العقل.
يقول غوستاف لوبون: "ومن هنا خطورة الإدمان والتعرض السلبي لوسائل الإعلام، فالتكرار والتوكيد يصنعان التصورات والمعتقدات خاصةً إذا ما شحنّا بجرعات عاطفية ومؤثرات بصرية إيحائية"

تختلف اهداف ومهام الحرب النفسية باختلاف وصف الدولة التي توجه إليها على النحو التصنيفي للدول :
(1) الدول المعادية
.يكون الهدف هو التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول وجيوشها لتحطيم روحها المعنوية وإرادتها القتالية وتوجيهها نحو الهزيمة.
(2) الدول المحايدة .
يكون الهدف هو التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول لتوجيهها نحو الانحياز للدولة الموجهة أو التعاطف مع قضيتها أو على الأقل البقاء في وضع الحياد ومنعها من الانحياز إلى الجانب الآخر.
(3) الدول الصديقة
. يكون الهدف هو التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدولة لتوجيهها نحو تدعيم أواصر الصداقة مع الدولة الموجهة ونحو المزيد من التعاون لتحقيق أهدافها، لذلك تفضل بعض الدول استعمال لفظ " الدعاية " ( Propaganda ) بدلاً من لفظ الحرب النفسية ،ويوجه جهد الدعاية في ثلاثة ألوان جرى العرف على تسميتها بحسب مصدرها كما يلي:
(أ ) الدعاية البيضاء أو (الصريحة)
.وهي نشاط الدعاية المعلن والصريح الذي يحمل اسم الدولة التي توجهه و تستخدم أحياناً لكي تعضد مركز الدولة ومكانتها مثل الإذاعة ووكالات الأنباء وبعبارة أخرى هي الدعاية التي يعترف بها الجانب الذي يوجهها.
( بب ) الدعاية الرمادية أو (غير المحددة).
وهي الدعاية الواضحة المصدر ولكنها تخفى اتجاهاتها وتستهدف خدمة هدف دعائي محدد ( مثل الفيلم السينمائي الذي يدعو بطريق غير مباشر إلى اعتناق مذهب سياسي معين أو التعاطف معه). وقد لا تكشف الدعاية الرمادية عن مصدرها حتى تستطيع الدولة الموجهة لها أن تنكر صلتها بها كما حدث في الحرب العالمية الثانية عندما كانت بعض الإذاعات تعمل دون أن تعلن عن هويتها إن كانت بريطانية أم ألمانية.
( ج ) الدعاية السوداء أو (المستترة)
.وهي الدعاية التي لا تكشف عن مصدرها مطلقاً ، فهي عملية سرية تماماً ومن أمثلتها الصحف السرية والمنشورات والإذاعات السرية والخطابات التي ترسل الي المسوءليين

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.