حياتي إذا تنتهي في وفاتي
حياتك يا شعر أخرى بدأت
إلى حد شمسي التي لا تغيب
بأسفار علمي و فني ذهبت
و كل الحدود بأحلى الوجود
و منها خرائط فكري مسحت
و كوني إذا ما تكونين قربي
عصيت و من كان مثلي أمرت
و ظلي إذا ما مشى في ضلالي
معي يا زماني كأعمى تبعت
أناجي الليالي و أعطي سؤالي
و أرجو جوابا إذا ما سئلت
و نجما هوى من علاه شهدت
مع الليل يا بدر وحدي سهرت
جسور المحال بفني عبرت
أهازيج طيري بلحني سمعت
حملت شموعي سكبت دموعي
كطفل إذا ما ولدت صرخت
أحب عدوي الذي جار ظلما
إذا ما صديقي طغى ما كرهت
و إكسير دنيا حياتي شربت
و ثدي الزمان بكفي حلبت
و أمواجها لي تغني و تشدو
بحور الهوى في مداها غرقت
و ديني الهوى مؤمن فيه قلبي
و أنت رسولي به ما كفرت
و تمثال مجدي بجهدي صنعت
و كل المعالي لذاتي نسبت
و نثري بميدان فني نثرت
و شعري بميزان عيني وزنت
حملت مفاتيح رزقي بخلقي
و أبواب ربي بقلبي طرقت
شعاعي علا من محيا يراعي
و سر الخلود العجيب ربحت
به ها أنا ذا زماني خمور
الجنون بكأس الفنون شربت
دمائي على وجهه الدهر تجري
مراسيل حبي بدمعي كتبت
و أرمي شراكي و أحمي شباكي
ببحر الهوى ها أنا ذا نجحت
إلهي الذي قد هداني لدرب
هواك كثيرا أنا ما شكرت
و أرثي به حاضري شكل أمسي
بأحلى غد في منامي حلمت
قواميس حرفي نواميس صرفي
بأحلى أحاسيس ظرفي شرحت
و صوتي مذاع و صمتي مشاع
و روحي على نور وحيي طرحت
تركت سعادة قلبي عليه
و طول المدى بالشقاءحكمت
و نفسي فداء عليه صليب
هواك الذي قد نسيت صلبت
بأبهى حروفي و أزهى القوافي
و أشهى التلاوين روحي رسمت
و شمسي بأحلى نهاري فقدت
و بدري بليل الدجى ما شهدت
برمح به السم ظهري طعنت
و صدري عليه المآسي حملت
و نفسي بسيفي أنا لا سيوف
الأعادي بعيد الفداء قتلت
بعمق المغارة كل اللصوص
اللذين فقدت أمامي وجدت
و كنت بصيرا و أعمى بدنيا
ظلامي وظلمي أنا اليوم صرت
أراك ملاكا بدنيا فنوني
إلى حد أقصى جنوني شغفت
و ذقت المنى مرتين و صرت
شهيدا و كنت فقيدا كلفت
و قلت ستهوى أسيرا بحبي
و قلت أنا لا و فعلا أسرت
وقعت كمثل فراش بنار
صدقت و نفسي عليها كذبت
لعلك ترضى الجميع تركت
بما صرت تعطي لقلبي رضيت
أطعتك في دين حبي و دنيا
غرامي و حتى إلهي عصيت
و أسبي سرابي و أجبي شرابي
و منها عيونك نورا سرقت
فقدت صوابي ببلوى مصابي
و دمعي عليهاخدودي سكبت
و يهفو إليك بشوق فؤادي
كطفل لمن ثدي خيري منعت
و فعلا عجيبا بحمقي فعلت
و شعرا يغنى مدى الدهر قلت
بدنيا امتحاني كتبت المعاني
نجحت أنا ذا بجهلي رسبت
كأنك رب صنعت بدنيا
الهوى أوضلالي و تيهي عبدت
و حرمت نفسي عليها هواك
و عكس الذي قلت فيه فعلت
و أحمد ربي بكوني عشقت
و عشت أميرا بشعري وكلماتى
إضافة تعليق جديد