رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 8 مايو 2024 5:05 م توقيت القاهرة

حوار ساخن جدا من إحدى المسلسلات

------------------------------------------------------------------------------
أمينة خليل : انتي تعرفي إن أنا بكرهك ياماما
صفاء الطوخي : نعم سلمى انتي اتجننتي ؟
أمينة خليل :  لا عقلت وقررت اصارحك واكسر الصورة اللي رسمتهالي ف عينك ، انا حبيت كريم عشان بكرهك ، وحبيت طنط خديجة عشان بكرهك ، انا سافرت من وراكي عشان بكرهك ..

صفاء الطوخي : انتي قليلة الادب ومتربتيش ، ونمروده ده انتي عايشه احسن عيشه ..
أمينة خليل : لأ ، انا حتى كرهت كلمة لأ من كتر ما كُنت بسمعها منك ، ياماما هخرج مع صحابي اخر يوم الامتحانات لأ ، ياماما عايزه اشتغل لأ ياماما انا بحب كريم لأ ، مكنتش بحس بحنيتك الا بعد كل عريس يتقدملي وعشان كده حسيت انك بتكرهيني ..

صفاء الطوخي  هي الأم لما تخاف على بنتها م الغلط تبقى بتكرهها ، والله عال دي خيبة اي دي ياربي 

أمينة خليل :  ايوه يا ماما خوفك ده خلاني أحب ناس مؤذيه لمجرد انهم حنينين ، خوفك ده خلاني أخبي عليكي ميت مُصيبه عملتها ، خوفك ده خلاني أغلط ومعرفش أجيلك أقولك الحقيني أنا غِلط  لانك أول حد هيعاقبني ..

صفاء الطوخي : بس أنا بحبك وماليش غيرك يا سلمى ، أنا يمكن صعبة بس محدش حبك قدي ..

أمينة خليل ; أنا مش محتاجه ياماما حُبك يكون مخفي ، أنا عايزاكي تظهرهولي محتاجه تُحضنيني ، محتاجه مشحتش الحنيه من حد 
انا جايه أقولك إن أنا سيبت كريم لأني اكتشفت إني بحب حنيته مش بحبه هو  ومش عايزه اشحت حنيه تاني وانتي عايشه ياماما..... ممكن تحضنيني ؟  

يبدو للقارئ للوهلة الأولى أنها ابنه عاقة وجاحدة وقد يقول البعض أنها كما قالت أمها عديمة الرباية ونمرودة ولكن. ...
هل تعلم أن هذا الحوار يشير لمشكلة حقيقية تعاني منها أسر كثيرة دون أن تدري مدى خطورتها على علاقة الآباء والأمهات بالأبناء ؟ 

إنها الأمومــــــة الجافـــــة.......
مصطلح يعبر عن علاقة عاطفية غير صحية نفسيا تماما بين الوالدين والأبناء سواء أم وابنه أوابن أو أب 
فمن المعروف أن الأم هي المصدر الأولي للحنان والعطف بالنسبة للأبناء وذلك بطبيعة تكوينها العاطفي اللين وتقديمه على العقل كثيرا

ولكن بعض الأمهات بكل أسف تقع في خطأ كارثي وهو اعتبار  الشدة والصلابة والجمود العاطفي هو الأسلوب الأنسب للتربية السوية 
فتتحول من نبع متدفق للحنان لنبع جاف ومن كتلة مشاعر حاضنة لكتلة مشاعر طاردة وتصبح بمرور الوقت مديرة منزل بدرجة أم تنحصر مسئولياتها في أداء المهام المنزلية للأبناء من إعداد طعام وملبس وتعليم وعلاج ومتابعة مستمرة وربما تقوم بها علي أكمل وجه وباقتدار شديد ولكن دون قدرة علي التعبير عن المشاعر 
الأمرالذي  يفقد الأبناء احساسهم بأمومتها ولا يبقى لها لديهم سوى الدور  الذي  تقوم به فقط والذي يمكن أن تقوم به أي  مربية 

إن اعتبار اظهار الحب و كلماته والتعبير الصريح عنه للأبناء أو اعتيادهم علي أن يكون حضن الأم هو الملاذ والملجأ يعتبر نقص أو عيب لهو قمة الخلل السلوكي والنفسي ليس من الأم فقط بل والأب أيضا وإن كنا نخص الأم أكثر لأنها المنبع الأول للحنان 

ينبغي أن تتخلص الأمهات من آفه الجمود العاطفي وكذلك  الأباء لأنهما وجهين لعملة واحدة ومهمتهما مشتركة وهي خلق واعداد  شخصية سوية للمجتمع لا تعاني عقدالحرمان العاطفي والكسور النفسية التي قد لا تجبر مهما مر عليها من سنوات ، بل تزداد خطورة لعدم إمكانية علاجها مره أخرى  

-الاشباع العاطفي للأبناء ليس نوع من الرفاهية إنه حق
-الأحضان لا تكون في ساعات الفقد والعزاء فقط 
-جسور الحوار  لابد أن تمهد وتمتد مع الأبناء منذ الميلاد
-مبدأ العصى لمن عصى لا يصلح لكل الأوقات
-مبدأالرفض المطلق لكل الرغبات يولد نتائج عكسية خطيرة ينتج معها آثار مدمرة لدي الأبناء فيعلمهم الكذب والعناد واللجوء للغير كنوع من التعويض وقد يكون هذا الغير شخص غير سوي يستغل الفرصة فتحدث الكارثة

بقلم / د.مايسةإمام

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.