تصدرت أخبار زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لدول "الهند وأذربيجان وأرمينيا" اهتمام غالبية البرامج الحوارية أمس «الحياة اليوم، على مسئوليتي، صالة التحرير، الحكاية، كلمة أخيرة، 90 دقيقة، التاسعة، من مصر، من القاهرة»، حيث تم استضافة عدد من الخبراء والمتخصصين في الشأن السياسي للإجابة على سؤال مهم وهو ما هي دلالات هذه الجولة؟ وكانت إجاباتهم كالتالي:
رأى السفير حسن هريدي مساعد وزير الخارجية السابق أن أحد الملامح الرئيسية لجولة الرئيس الآسيوية هي عقد سيادته لقاءات مع رجال الأعمال ورؤساء الشركات بتلك الدول لاستعراض الفرص الاستثمارية التي تُتيحها مصر للأجانب، وهذا جُهد رئاسي كبير يتم من أجل جذب استثمارات جديدة للدولة المصرية، وعلى الأجهزة التنفيذية متابعة ما يتم الاتفاق عليه في هذه الجلسات لضمان تنفيذه، ولفت إلى أن الهند ستتولى رئاسة قمة العشرين في سبتمبر المقبل والتي تضم أكبر 20 اقتصاد على مستوى العالم، وقد وجهت الدعوة لمصر لحضور القمة، وستكون مشاركة السيد الرئيس بها مهمة للغاية لأن سيادته سيكون صوت الدول النامية وسيعبر عن معاناتهم في ظل الأزمة العالمية الراهنة.
أكد اللواء هشام الحلبي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أن زيارة الهند ستُفيد مصر بشكل كبير في مجال التصنيع العسكري؛ نظرا لامتلاك الهند خبرات كبيرة في مجال تصنيع الطائرات بدون طيار والصواريخ بمختلف أنواعها والغواصات، كما سيكون هناك تعاون ثنائي قوي في مجال الأمن السيبراني، ورأت السفيرة جيلان علام سفيرة مصر السابقة لدى الهند أن تنويع الدولة المصرية لعلاقاتها مع الدول الصناعية الكُبري بخلاف الولايات المتحدة وأوروبا أمر "مهم للغاية" وسيصب في صالح اقتصادها.
ذكر الدكتور عمرو سليمان أستاذ الاقتصاد بجامعة حلوان أن مؤسسة الرئاسة تحرص على تنويع علاقات مصر الاقتصادية وتفتح آفاقًا جديدة في ظل عالم يتم إعادة تشكيله وسط الأزمة العالمية الراهنة، ولفت إلى وجود تعاون قائم بالفعل بين مصر وأذربيجان في مجال البنية التحتية، وتتطلع مصر إلى تعظيم الاستفادة منها في القطاع الدوائي، وفتح أسواق مشتركة لتسويق المنتجات بين البلدين، إلى جانب الجذب السياحي خاصةً وأنه لأول مرة يكون هناك خط طيران مباشر من شرم الشيخ إلى "باكو" عاصمة أذربيجان، وأضاف الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية أن الجولة الأسيوية للرئيس تؤكد أن الدبلوماسية الرئاسية تحرص على الانفتاح على كافة القوى والأطراف؛ بحثًا عن الفرص والمصالح الاقتصادية، ووجود السيد الرئيس على رأس وفود هذه الزيارات يعطي فرصة لمزيد من التقارب في الأفكار والوقوف على أرضية سياسية واحدة.
رفض السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق اعتبار البعض لجولة الرئيس الأسيوية "استدارة للشرق وتحولاً عن الغرب"، مؤكدًا أن سيادته عندما سافر إلى الصين في وقت سابق لتوطيد العلاقات معها لم يعطي ظهره للغرب، وإنما جاءت زيارته من منطلق أن مصر دولة عدم انحياز وتتمتع بعلاقات طيبة مع جميع دول العالم، وهو نفس رأى السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق الذى ذكر أنه إزاء هذا المشهد الدولي شديد الاضطراب تسعى مصر لتعزيز شراكاتها مع دول العالم المختلفة وتنويع مصادر التعاون السياسي والاقتصادي وتنويع مصادر الإمداد أيضًا، ومنطقة آسيا الوسطي والكومنولث منطقة مهمة، فأرمينيا تربطنا بها علاقات تاريخية وطيدة، والجالية الأرمنية في مصر تمثل جزء لا يتجزأ من الكيان الثقافي والاجتماعي المصري، ومصر لها مكانة محترمة وللسيد الرئيس تقدير كبير بأرمينيا، ودعوة الجانب الأرميني للسيد الرئيس لزيارتها يؤكد أن أرمنيا تسعى أيضًا من خلال الشراكة مع مصر إلى مواجهة التحديات الإقليمية وربما تتطلع لوساطة مصرية بينها وبين أذربيجان، حيث يوجد بينهما خلاف على الحدود
إضافة تعليق جديد