كتب- د . ايهاب طلعت:
قالت الدكتورة خضرة سالم أستاذ مساعد بقسم التربيه مناهج وطرق تدريس شرعى بكليه الدراسات الانسانيه جامعة الأزهر:إن جحود الابناء للاباء جريمة من وجهة نظر الإسلام ،وهذا يقتضي ان يكون الإنسان بارا بهم حريصا علي رضائهما ومتلمسا كل السبل من أجل إسعادهم.. فيقول الله عز وجل: {وقضي ربك الاتعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما}. وقوله تعالي: واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا "وهنا نجد أن القرآن الكريم قد جعل الإحسان إلي الوالدين في منزلة تالية لعبادة الله سبحانه وتعالي وهي منزلة عظيمة ينبغي أن يعيها الأبناء جيدا وأن يلتزموا بالمعاملة الحسنة في معاملتهم لآبائهم وأمهاتهم وكفي بكل شاب وشابة ان يعلم قول الرسول صلي الله عليه وسلم: الجنة تحت أقدام الأمهات. يجب على الابناء ألا يسيئوا إلي الأمهات والآباء ولو كانت هذه الإساءة بمجرد إظهار الضيق من كلامهم أو عدم استحسان قولهم فإن هذا مرفوض شرعا وذلك لعظم حق الأم والأب علي الأبناء والبنات. هناك بعض الصور وأشكال عقوق الأبناء وسلوكهم الشاذ مع الآباء كثيرة متعددة نذكر منها ما يأتي: الاعتداء البدني على الآباء من جانب الأبناء كأن يضرب الابن أباه. وقد يصل هذا الاعتداء لدرجة أن يقتل الابن أباه. وهذه صورة غير شائعة ولكنها موجودة، وهي تمثل صورة متطرفة وبشعة من عقوق الأبناء واعتداء الأبناء على الآباء بالقول وتوجيه الشتائم والسباب إليهم دون أدنى مراعاة لأدب العلاقة بينهم وبين آبائهم
وتحميل الأبناء لآبائهم فوق ما يطيقون في مختلف نواحي الحياة ومن أمثلة ذلك الابن الذي يصرّ على الحصول من أبيه على المال باستمرار بالرغم من علمه بعجز أبيه عن إجابة مطالبه. وفي سبيل الحصول على هذا المال يلجأ الابن إلى وسائل التهديد والوعيد وكافة الأساليب غير المشروعة وغير الأخلاقية وعدم رعاية الابن لأبويه الكبيرين اللذين يحتاجان لرعايته وعنايته وعدم مساعدته لهما مادياً بالرغم من يسره وتحصله على دخل كبير، فتراه يعيش عيشة سهلة هانئة، في حين يعيش والداه حياة يسودها الفقر والعوز والحاجة. وتبرأ الابن من والديه وهجره لهما. فتراه يسكن بعيداً عنهم ويرفض زيارتهما له أو يمتنع هو زيارتهما.. كما انّه يغفل ذكر سيرتهما في أي حديث مع الغير. وقد يدعي أنّهما غير موجودين أو متوفون.وقد يحدث هذا عندما يرتفع الابن اجتماعياً فجأة ويجد نفسه في طبقة اجتماعية ممتازة غير طبقة الوالدين. وهذا شكل من أشكال الجحود ونكران الجميل والفضل و عدم طاعة الوالدين في أيِّ أمر من الأمور ووقوف الابن دائماً موقف المعارضة في وجه أيّ رأي أو نصح أو توجيه يصدر إليه عن طريق الوالدين. وهناك بعض التساؤلات على الاباء أن يسألوا أنفسهم : هل عودت ابنك على أن يخاطبك بألفاظ الأحترام مثل : لو سمحت! هل ربيت ابنك على المحافظه على الصلاه في اوقاتها؟ هل علمت ابنك على خفض الصوت عند الحديث مع والديه, وألا يقاطعهما؟ هل عودت ابنك على احترام الاقارب والسلام عليهم ، هل عودت ابنك على تحمل المسئوليه واصطحابه معك وقت شراء اغراض البيت هل تعود ابنك أن يعتدل فى جلسته عند دخول أحد الوالدين عليه أو جلوسه معهما؟ هل تربّى ابنك على تلبية نداء والديه مهما تكن الظروف؟ هل تعوّد ابنك على أنه إذا رأى أحد والديه يحمل شيئاً أن يسارع فى حمله؟ هل تعود ابنك على تقبيل يدي والديه؟ فاذا كان هناك اهمال من قبل الوالدين في التربيه السليمه فهذا ينعكس على معامله الابن لوالديه . ولكنه لايجوز للأولاد أن يبرروا سوء المعاملة لآبائهم وأمهاتهم بأي مبرر كان فلا يجوز من منطلق الشرع وصحيح الدين.. التذرع لدى الولد أو البنت بالإساءة إلى احد الوالدين بأنه يعاني من ضغوط الحياة أو مشاكل في العمل أو تقصير من جانب الأم والأب نحو الابن أو البنت لأن مثل هذه التبريرات لاتصلح أن تكون سببا في الإساءة إلى الوالدين وهما اللذان أضافا الإنسان إلى الحياة وقاما بتربيته والسهر عليه وعانيا من أجل تحقيق مصالحهم لذلك كان من واجب الأبناء أن يكونوا بارين بهما لأن هذا من باب قوله تعالى: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان أما أن يتنكر الإنسان لوالديه ويخرج عن طاعتهما فهو من الكبائر التي حرمها الله سبحانه وتعالى إلى أعز إنسان في الوجود مما يتطلب من الأولاد أن يحسنوا وان يبالغوا في الإحسان إلي والديهم وليس بالعقوق والنكران والجحود.
إضافة تعليق جديد