بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله القائل في كتابه "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" والصلاة والسلام على رسوله القائل " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " ثم أما بعد، إن من أكبر نعم الله تع اليعلي الإنسان هي نعمة الوقت، واعلم أخي الكريم أن هناك خطوات لتنظيم الوقت، وهذه الخطوات بإمكانك أن تغيرها أو لا تطبقها بتاتا، لأن لكل شخص طريقته الفذة في تنظيم الوقت المهم أن يتبع الأسس العامة لتنظيم الوقت، لكن تبقى هذه الخطوات هي الصورة العامة لأي طريقة لتنظيم الوقت، وهي أن تفكر في أهدافك، وأن تنظر في رسالتك في هذه الحياة، وأن تنظر إلى أدوارك في هذه الحياة، فأنت قد تكون أب أو أم، وقد تكون أخ، وقد تكون إبن، وقد تكون موظف أو عامل أو مدير.
فكل دور بحاجة إلى مجموعة من الأعمال تجاهه، فالأسرة بحاجة إلى رعاية وبحاجة إلى أن تجلس معهم جلسات عائلية، وإذا كنت مديرا لمؤسسة، فالمؤسسة بحاجة إلى تقدم وتخطيط وإتخاذ قرارات وعمل منتج منك، وكما عليك أن تحدد أهدافا لكل دور، وليس من الملزم أن تضع لكل دور هدفا معينا، فبعض الأدوار قد لا تمارسها لمدة، كدور المدير إذا كنت في إجازة، وكما عليك أن تنظم أمورك، ومعني التنظيم هو أن تضع جدولا أسبوعيا وتضع الأهداف الضرورية أولا فيه، كأهداف تطوير النفس من خلال دورات أو القراءة، أو أهداف عائلية، كالخروج في رحلة أو الجلوس في جلسة عائلية للنقاش والتحدث، أو أهداف العمل كاعمل خطط للتسويق مثلا، أو أهدافا لعلاقاتك مع الأصدقاء، وكما ينبغي عليك التنفيذ، وحاول أن تلتزم بما وضعت من أهداف في أسبوعك.
وكن مرنا أثناء التنفيذ، فقد تجد فرص لم تخطر ببالك أثناء التخطيط، فإستغلها ولا تخشى من أن جدولك لم ينفذ بشكل كامل، وفي نهاية الأسبوع قيم نفسك، وإنظر إلى جوانب التقصير فتداركها، واعلم أن التنظيم الأسبوعي أفضل من اليومي لأنه يتيح لك مواجهة الطوارئ والتعامل معها بدون أن تفقد الوقت لتنفيذ أهدافك وأعمالك، ولكن كيف تستغل وقتك بفعالية؟ فهنا ستجد الكثير من الملاحظات لزيادة فاعليتك في إستغلال وقتك، فحاول تنفيذها، فعليك أن تحاول أن تستمتع بكل عمل تقوم به، وتتفائل وكن إيجابيا، ولا تضيع وقتك ندما على فشلك، وحاول إيجاد طرق جديدة لتوفير وقتك كل يوم، وأنظر لعاداتك القديمة وتخلى عن ما هو مضيع لوقتك، وكما عليك أن تضع مفكرة صغيرة وقلما في جيبك دائما لتدون الأفكار والملاحظات.
وكما عليك أن تخطط ليومك من الليلة التي تسبقه أو من الصباح الباكر، وضع الأولويات حسب أهميتها وأبدأ بالأهم، وركز على عملك وانتهي منه ولا تشتت ذهنك في أكثر من عمل، وكما عليك أن تتوقف عن أي نشاط غير منتج، وأنصت جيدا لكل نقاش حتى تفهم ما يقال، ولا يحدث سوء تفاهم يؤدي إلى التهام وقتك، وكما عليك أن ترتب نفسك وكل شيء من حولك سواء الغرفة أو المنزل، أو السيارة أو مكتبك، وقلل من مقاطعات الآخرين لك عند أدائك لعملك، واسأل نفسك دائما ما الذي أستطيع فعله لإستغلال وقتي الآن، وأحمل معك كتيبات صغيرة في حقيبتك أو عندما تخرج لمكان ما، وعند أوقات الفراغ يمكنك قراءة كتابك، وكما عليك أن تتصل لتتأكد من أي موعد قبل حلول وقت الموعد بوقت كافي، وتعامل مع الورق بحزم.
فلا تجعله يتكدس في مكتبك أو منزلك، وتخلص من كل ورقة قد لا تحتاج لها خلال أسبوع أو إحفظها في مكان واضح ومنظم، وأقرأ أهدافك وخططك في كل فرصة يوميا، ولا تقلق إن لم تستطع تنفيذ خططك بشكل كامل، ولا تجعل من الجداول قيد يقيدك، بل إجعلها في خدمتك، وفي بعض الأوقات عليك أن تتخلى عن التنظيم قليلا لتأخذ قسطا من الراحة، وهذا الشيء يفضل في الرحلات والإجازات، وعليك التركيز على الأفعال ذات المردود العالي مستقبلا، مثل الأسرة والعمل، وكذلك قراءة الكتب والمجلات المفيدة، والإستماع للأحاديث المفيدة، والجلوس مع النفس ومراجعة ما فعلته خلال يومك.
إضافة تعليق جديد