أن من متطلبات السكينة الأساسية وجود قاعدة ثقافية تتمثل بالعادات والتقاليد والأخلاقيات الدينية والاجتماعية المتوافقة والمتشابهة لدرجة ما . والتي تضمن للزوجين والأعضاء الآخرين المرتبطين بكلا الزوجين قدر من الاتفاق على ما هو مقبول ... وما هو غير مقبول ... وما يعتبر صحيح أو خطأ فى أمور مختلفة كالملبس وطرق تواصل الزوجين مع عوائلهم بل وطرق وتنشئة الأبناء ومن باب الإنصاف أن مثل هذه المشكلات يمكن أن تظهر بين زواج الأقارب. وعلى الرغم من أن الشاب فى مقتبل حياته عندما يقدم على الزواج من أجنبية . ربما يكون يشعر بالتمييز . والفرح والقبول بكل سلوكيات وأفكار تلك الزوجة الأجنبية والتي تختلف فيها عن بنات بلده . وربما ينصهر فى ثقافة تلك الزوجة إلا أنه يكون أول المتأثرين سلبا بهذه الفجوة الثقافية عندما يبدأ بمحاولة العودة إلى جذوره .حيث تبدأ ظهور صراعات عميقة تختلف عن المشكلات العادية بين أى زوجين . ومن أسباب هذه الصراعات عدم تقبل الزوجة لمفاهيم اجتماعية منبثقة من الدين كصلة الرحم والتماسك بين أفراد العائلة وفضل أبنائها عن عائلة الزوج بزعم الحرية الشخصية وتنشئة أبناء متأثرين بثقافة الأم الأجنبية .. وعدم اندماج الزوجة مع ثقافة زوجها مع تأثيرها على أبنائها يضع الزوج تحت تأثير القلق المستمر من هروب الزوجة بالأبناء مثل هذه الصراعات يحول دون تحقيق مقاصد الشرع فى بناء أسر صحية تمثل لبنات قوية فى مجتمع إسلامي متماسك .يتمسك أفرادها بتعاليم الدين الذي يدفعهم ليكونوا أفراد فاعلين فى بناء مجتمعاتهم بدلا أن يكونوا معاول هدم من خلال تبنيهم لأفكار وسلوكيات بل وثقافة دخيلة تتنافى مع تعاليم دينهم .
ويجب على الشباب المسلم ألا يلجأ لهذا الزواج وأنه يدرك أنها لا تلتزم بالآداب الإسلامية ولا تراعى حدوده وهي لن تربى أولادها على دين الإسلام بل على الدين الذي تعتنقه بل أنه لن يجد من تلك الأجنبية الأمن النفسي والاستقرار الذي تمنحه له المرأة المسلمة وأظن أن الشباب الملتزم بالإسلام فعلا قد يكون له هدف فى زواجه من امرأة أجنبية فربما تكون ترغب فى أن تدخل الإسلام ويكون الشاب المسلم يسعي لنشر الإسلام.
والشاب حين يقدم على هذا الزواج لا يفكر فى هل يمكن أن تكتب له الاستمرارية والنجاح ؟ وهل يتم على قواعد وأسس دينية واجتماعية وثقافية صحيحة أم لا ومما لاشك فيه أن هذا الزواج تنجم عنه آثار اجتماعية وانتشار نسبة العنوسة فى المجتمع وانتشار أخلاق وعادات وتقاليد أجنبية بعيدة كل البعد عن مجتمعنا .وما يدفع الشباب المسلم إلى الزواج من فتاة أجنبية ما هو إلا غياب القدوة فى حياته .
وأن علاج هذا الوضع لابد من العودة إلى قواعد التنشئة الصحيحة والعودة إلى قيم مجتمعنا الأصيلة
إضافة تعليق جديد