رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 26 أبريل 2024 4:05 م توقيت القاهرة

دعوة المظلوم عندما لا يبقي له غير باب السماء! ---كيف كانت نهاية الحجاج بن يوسف الثقفي؟---

 

.

بقلم /أميرة محروس 

 

سجّل التّاريخ للحجّاج قتله للعلماء واستهانته بالدّماء وانتهاكه للكعبة وقتله لحفيد رسوال الله (أبن الزبير)، ولكن اشهر مظالمه حادثة قتل التّابعي الجليل والعالم الفقيه سعيد بن جبير، فقد اتّهم الحجّاج سعيد بن جبير بالاشتراك مع عبد الرحمن بن الأشعث في ثورةٍ ضد الخلافة الأمويّة (نفس تهم هذه الايام وهي قلب نظام الحكم!) ، ولقد تمكّن الحجّاج من أسر سعيد بن جبير حيث أتي به إليه وحصل بينها الحوار الشّهير الذي انتهى بدعاءٍ صادق من قلب المظلوم سعيد بن جبير على هذا الطّاغية الظّالم حينما قال: 

"اللّهم لا تسلطه على أحدٍ من بعدي".

.

لم يلبث الحجّاج بن يوسف بعد قتله سعيد بن جبير إلاً قليلاً حيث ظهرت في جسده بثرة يخرج منها الدّم والقيح تسبّب له الألم الشّديد حيث بقي في هذه الحال شهراً كاملاً، وقد كان في آخر أيّامه يرى الكوابيس في نومه ومنها أنّه يسبح في أنهار من الدّماء فيسيقظ من نومه فزعاً ويقول مالي ولسعيد بن جبير، و سلّط الله عليه الزمهرير ، فكانت الكوانين تجعل حوله مملوءة ناراً و تُدَّنى منه حتى تحرق جلده و هو لا يَحُسُّ بها ،

.

فشكا من حاله و ما يعاني من شدة الألم إلى الحسن البصري . فقال له الحسن البصري : 

قد كنتُ نهيتُك ألا تتعرّض إلى الصالحين فلججت .

(الغريب ان الحجاج كان لا يشرب الخمر أبدًا ويكثر من تلاوة القرآن، ولم يعرف عنه شيء من التلطخ بالفروج، وكان زاهدًا في الملابس وسير الجيوش لفتوحات اسلامية كثيرة ناحية الهند ولكنه كان يؤخر الصلاة عن ميقاتها)

.

وقد توفّي الظّالم بعد خاتمةٍ مؤلمة كان فيها العبرة لغيره من الظّالمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.