كتبت / ياسمين حافظ
سادت حالة من الخوف والاحباط والتشاؤم مؤخرا في المجتمع ، ممزوجة بحالة من اللامبالاة وعدم التوازن الذهني والفكري ،وكل ذلك بسبب الأزمات والصدمات المتلاحقة واحدة تلو الاخري والتي يعيشها المجتمع في الفترات الأخيرة .
فاذا بحثت بتمعن في تصرفات جميع المحيطين بك وأفعالهم واسلوبهم وحتي طريقة حوارهم مع بعضهم البعض ، فستعرف جيدا حالات الاحباط والتشاؤم بكل أشكالها ، وتصبح مثلهم عند مقارنة حالك وحالهم ، وتعيش في هذه الحالة وتغرق في دوامة التشاؤم .
حتى لو شاهدت مسلسل ما ، فيلم ما ، قرأت خبر في جريدة ما ستصبح في حالة تشاؤم وخوف من المجتمع بازماته واحداثه ، وحتي السوشيال ميديا أصبحت مكان للتعبير عن حالات الاحباط والتشاؤم وستشاهد حالات كثيرة تعاني من ذلك ، فأنت ذاتك ستعاني من ذلك الاحباط الذي سيطر علي الكثير من حولك ، اذا استسلمت لكل هذا التشاؤم في أمور الحياة ومتاعبها .
نعم الحياة متعبة ومرهقة جدا ويوجد بداخل كل حياة فرد في المجتمع مشاكل كثيرة وأزمات أكثر ، ولكن لايعني هذا أن نستسلم ونموت من الاحباط لنصل الي درجة عالية من الاكتئاب ، فننعزل عن المجتمع ويمكن ان نفكر في الانتحار ، فالسؤال هنا هل كل هذا الشعور بالاحباط سيحل لك المشكلة !؟ .
اذا تأملت كثيرا بنظرة ثاقبة في الحياة وامورها ، ستجد الحل بيدك وحدك وهو ان تعيش عيشة وسطية متوازنة في الامور وتقبل الحياة بكل مافيها ، فلا تجعل فكر" جدا .. جدا " يسيطر عليك ، كما قال الدكتور " مصطفي محمود " (جدا .. جدا هي الجرس الذي يدق لتنقلب الصفات علي رأسها .. البركات تصبح لعنات .. والسيئات تصبح حسنات .. والسعادة ليست في ان يكون عندك الكثير جدا .. وانما السعادة في ان تحب الدنيا والناس .. وأن تواتيك الفرصة لتأخذ بنصيب قليل من خيراتها .. ) .
فاعتقد ان السعادة تأتي من الرضا وتقبل الذات وانك من افضل مخلوق عند الله عزوجل ، أفضل من تقبل السلوك والأفراد المحيطين بك والأحداث والأشياء ، فمن الرضا تأتي القوة لتحمل أي شيئا مهما كان ومن هنا يأتي بصيصا من الأمل يضيئ لك حياتك المظلمة ثم يأتي التفاؤل الذي تزرعه بيدك في عقلك وتفكيرك وتمحي كل فكر هدام يبعث لك الاحباط والتشاؤم ، فلا تنتظر السعادة الحقيقية الا من نفسك انت ذاتك شأنك ، وانظر الي أمور حياتك نظرة وسطية معتدلة فخير الأمور اوسطها .
فنحن جميعا لا نستطيع ان نغير الكون وليس لدينا القدرة ان نغير أي سلوك فرد ما أو حدث ما بسهولة ولكن لدينا القدرة علي تغيير أنفسنا ومابداخلنا من مشاعر وأفكار تدريجيا وبسهولة اذا توصلنا الي ارادة حقيقية وعزيمة واصرار وحسن ظن في الله الذي خلقنا وميزنا عن سائر المخلوقات بالعقل والتفكير ، فدائما ازرع جناين ورد من التفاؤل في عقلك ، واجعل تفكيرك مفعم بالحيوية والحياة مع الإيمان بالله و بالقضاء والقدر والإيمان بنفسك وذاتك ، فقل دائما " لعلها تشرق " ، وامحي الاحباط والتشاؤم من قاموس حياتك ، ودع القلق بعيدا لكل من يرغب بالفشل والتعاسة .
إضافة تعليق جديد