إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد اعلموا أن الكلام السيء دليل على سوء الأدب، فقيل أنه أساء أحدهم الخطاب مع نبي الله عيسى عليه السلام فرد عيسى عليه السلام بأدب وقال "كل ينفق مما عنده" وكما أن الكلمة السيئة منفّرة، والكلمة السيئة قدح في الإيمان، وهي سبب لدخول النار، ومن الكلمة السيئة والكلام الفاحش أن ترد الإساءة بأكثر منها، وقيل إن هارون الرشيد جاءه رجل فأغلظ له القول، فقال "إن الله أرسل من هو خير منك إلى من هو شر مني فقال " اذهبا إلي فرعون إنه طغي فقولا له قولا لينا " والكلمة الطيبة لها مزايا عديدة تقرب القلوب وتذهب حزنها وتمسح غضبها.
وتشعرنا عندما نسمعها أننا في سعادة وحبذا لو رافقتها ابتسامة صادقة، والمراد بالكلمـة الطيبة هي التي تسر السامع وتؤلف القلب، وهي التي تحدث أثرا طيبا في نفوس الآخرين، وهي التي تثمر عملا صالحا في كل وقت بإذن الله، وهي التي تفتح أبواب الخير، وتغلق أبواب الشر، ومن خصائص الكلمة الطيبة أنها جميلة رقيقة لا تؤذي المشاعر ولا تخدش النفوس، وجميلة في اللفظ والمعنى، ويشتاق إليها السامع ويطرب لها القلب، ونتائجها مفيدة، وغايتها بناءة ومنفعتها واضحة، فقال الله تعالى " ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون" وقال الله تعالى "وقولوا للناس حسنا" وقال سبحانه "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن" وقال سبحانه وتعالي.
"إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة" وقال صلى الله عليه وسلم "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه بها درجات " وقال " والكلمة الطيبة صدقة" وقال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها" فقال أبو مالك الأشعري لمن هي يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم " لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات والناس نيام" ومن فوائد الكلمة الطيبة،أن الكلمة الطيبة شعار لقائلها ودليل على طيب قائلها، والكلمة الطيبة تحول العدو إلى صديق بإذن الله، وتقلب الضغائن التي في القلوب إلى محبة ومودة.
وتثمر عملا صالحا في كل وقت بإذن الله، وتصعد إلى السماء فتفتح لها أبواب السماء، وتقبل بإذن الله " إليه يصعد الكلم الطيب" وأنها من هداية الله وفضله للعبد، حيث قال تعالى " وهدوا إلى الطيب من القول" والكلمة الطيبة ثوابها ثواب الصدقة، وتطيب قلوب الآخرين، وتمسح دموع المحزونين، وتصلح بين المتباعدين إلى غير ذلك من الفوائد التي لا يعلمها إلا الله تعالي، ومن الكلمات الطيبة التي ينبغي على الداعية أن يمارسها أثناء كلامه مع الناس هو قول جزاك الله خيرا، أو بارك الله فيك أو عفا الله عنك لم فعلت كذا، أو غفر الله لك، أو أشكرك أخي الكريم، أو رحمك الله تعالى، أو معذرة أخي الحبيب، أو لو سمحت أخي الفاضل، أو ما شاء الله لا قوة إلى بالله، أو لو تكرمت أخي المسلم، إلى غير ذلك من الكلمات الطيبة التي تطرب الاذن، وتطمئن القلب وتحببك إلى الآخرين.
إضافة تعليق جديد