تأثير معتقدات الآباء عن الأبناء على ممارسة التقمص العاطفي
يتأثر التقمص العاطفي بمعتقدات الآباء التي تتعلق بالأطفال. ونحن جميعًا لدينا معتقدات ووجهات نظر تتعلق بالأفراد الذين نعرفهم؛ العائلة والأصدقاء والمعارف. وترتبط هذه المعتقدات بالصورة التي تتكون لدينا غن طبيعة شخصية الفرد. وبالمثل، يكون الآباء العديد من المعتقدات التي تتعلق بأطفالهم . إننا دائمًا لا نعي جيدًا حقيقة معتقداتنا هذه، ولهذا فإنه من السهل أن تختلط هذه المعتقدات بالواقع.
تتعمق هذه المعتقدات بداخلنا بمرور الوقت. وبمجرد تصديق هذه المعتقدات، فإنه من الصعب تغييرها. فمن الصعب التحدث مع نفسك بشأن اعتقاد يتعلق بشخص آخر، فمن غير المعقول أن تكون صورة عن شخص ما غير الصورة التي تؤمن بها. فنحن جميعًا نفكر بطريقة "سأصدق ذلك عند رؤيته"، وقد يتسبب هذا الموقف في حدوث بعض المشاكل، لأن معتقداتك تؤثر تأثيرًا قويًا وفعالاً على طريقة تعاملك مع الآخرين (ونخص بالذكر تعاملك مع طفلك)، بالإضافة إلى التأثير الكبير هذه المعتقدات بداخلك. على سبيل المثال، إذا كنت تعتقد أن طفلك مراوغ، فإنه من المحتمل أن تتشكك في جميع دوافع الطفل وتستجيب له بطريقة عدوانية بدلاً من تقديم الدعم النفسي له، وقد ينتج عن ذلك شعور الطفل بالقلق مما يسهم في جعله يسلك سلوكًا سلبيًا. وهذا السلوك السبي قد يؤيد بعد ذلك فكرة معتقدك الأساسي الذي يقرر أن دافع الطفل كان يتسم بالانحراف. وعن طريق تغيير معتقداتك السلبية، فإنك تستطيع أن تضع نهاية للنتائج السلبية التي قد تترتب على ذلك مع طفلك.
إن معتقداتك التي تتعلق بالأفراد الآخرين الذين تقابلهم في حياتك اليومية تؤثر على تفسيرك لما يحدث من حولك، ففي حالة اعتقادك أن جارك يحب مساعدة غيره، ثم حدث أنه تخلى عنك في موقف معين، فسوف تفكر أنه لديه سبب قوي لفعل ذلك. وبالمثل، إذا كنت تعتقد أن مديرك شخص سيئ ومتآمر وفجأة أصبح عظوفًا، فمن المحتمل أن تعتقد أنه يضمر لك السوء وأن تفسر أن أفعاله تصدر بدافع الحقد أو النفاق على الأقل.
وقياسًا على ذلك، تؤثر معتقداتك عن طفلك على ردود أفعالك تجاهه؛ فهل تقوم بتثديم الدعم النفسي لطفلك وتحاول أن تدرك عواطفه، أم تقوم بعقابه وتوجيه النقد له؟ ضع في اعتبارك أن أفعالك هذه تؤثر على الطفل من الناحيتين النفسية والعقلية. ولذلك إذا بدأت بوضع معتقدات سلبية عن طفلك، فإنك ستقوم بتفسير سلوكه بشكل سلبي مما يستلزم عقابه، ويترتب على ذلك أن يصعب عليك التعامل مع سلوكياته بعد ذلك.
المعتقدات السلبية
إذا كانت لديك معتقدات سلبية عن طفلك، فإنك ستقوم بتفسير أفعاله وسلوكياته بطريقة سلبية لا تقدم له الدعم على الإطلاق. وغالبًا عندما يسلك الطفل سلوكًا سيئًا أو يشعر بالقلق، سوف تعتقد أن ذلك يعكس طبيعة شخصيته الحقيقية. "إنه يبكي ثانيةً فدائمًا ما يتظاهر بذلك"، أو "إنه يسيء السلوك لأنه لا يفكر إلا في ذاته، ولا يهتم بما أقوله له". وعندما يسلك الطفل سلوكًا حسنًا أو يقوم بالتعبير نحوك، فإنك لا تصدق أنه يعني ذلك بالفعل. وفي بعض الأحيان قد تعتقد أن ما يصدر عن الطفل يعد تحايلاً منه لكي يحصل على ما يريد. وقد تقول له على سبيل المثال "أعرف أنك قمت بترتيب المائدة لأنك تعتقد أن ذلك يعني أنني سأتركك تذهب لرؤية أصدقائك في وقت الظهيرة"، أو "قد أبليت حسنًا هذا الصباح، ولكنني أعرف أنك عندما تحصل على ما تريد، سوف تعود إلى شخصيتك الحقيقية".
إضافة تعليق جديد