رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 3 مايو 2024 10:53 ص توقيت القاهرة

د. يسرية جلال الدين علام تكتب.. جالبون التمر الى هَجَر !!

كتب إياد رامي

إن سيدي الإمام الأكبر شيخ الأزهر وهو يذود عن قناعته التي هي قناعة الملايين تماسّ بقوة مع قضايا فكرية وسياسيّة وأمميّة، وهو رجل دينٍ تعمق في الفلسفة، وحذق المنطق والجدل، وعاصر كثيرا من الزلازل الفكرية والسياسية، وكان جزءا من بعضها.

لقد أدرك الإمام من البداية أن حياضه قد استبيحت؛ إذ وضع رجال أقدامهم في ركابه، وسمع صهيل خيولهم في واديه، فانتفض الأسد تشايعه قيمته العلمية، وقامته الشعبويّة  فسدد كلمته في لغة يسيرة موجزة واضحة صادفت محلها فأقنعت الكثيرين. 

لم يحتدّسيدنا الطيب شيخ الأزهر في نقاشه بل لم يحتجّ فضيلته بآية ولا بحديث، وإنما احتكم إلى العقل .. عقل البسطاء، لكنه قوّض في بضع كلمات بناء حسبه صاحبه قصرا مشيدا فإذا هو أثر بعد عين!!

أما صنيع رئيس جامعة القاهرة أثناء مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر، فكان انتحارا بكل المقاييس، فلم يكد يسترسل في كلمته حتى بدأ يرتجل وكأنه يخاطب شُداة مبتدئين في الطلب، ونسي أنه في أعرق قلعة من قلاع العلم، وتناسى أنه في عرين الطيب وبين أشباله فلاك كلامًا مرسلًا يفتقر إلى الموضوعيّة وينقصه المنهجيّة، كلاما خلق عن كثرة التَّرداد، ورده العلماء صاغرا عن كابر. كلمات حول التراث كان رحاها، وتصدى الأزهر المعمور لمسعّري فتنتها، فرد كيدهم في نحورهم، ومن عجب أن علماء الأزهر كانوا يفترضون جدلا_ ما لا يخطر على بال الخصم_ مما ذكره الدكتور الخشت وأكثر _  ويردون عليه .. تناسى كل ذلك فكان كجالب التمر إلى هجر .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.