رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 22 فبراير 2025 12:04 م توقيت القاهرة

رأيتُك شمعةً تبكي بقلم مصطفى سبتة

أحبّك أنْت إنْ أنت استجبتِ
وعنّي في الهوى فــعلاً سـألتِ
وإنْ أنتِ اقْتنعْتِ بغير حبّي
فإنّي في الهوى أهْواكِ أنتِ
عشقتُ بهاءك الأخّاذَ لمّا
رأيتُكِ في الصّبـاحِ وكيف كنت
رأيتُك شمعةً تبكي اللّيالي
ومن أنوارها انبعـثت حياتي
فقلتُ لعلّها فقدتْ عزيزاً
بهجرتِه إلى دُنيا الـممـات
وجدتُك في الصّبا فردوسَ ربّي
وجنّةَ خاطـــري وأريجَ حبّي
رأيتُ بك الحياة قد استحالتْ
إلى نورٍ أضاءَ ظلام قلـــــبي
وفي أدب الحضارة كنتُ أحيا
وأنتِ رفيقتــــي وضياءَ دربي
أتيْتُكِ في الصّبا ظفلاً صغيراً
لأقرأَ بالـــحروفِ كلامَ ربّي
فيا لغةَ الكتابِ أسرْتِ حبّي
وكُنت أمـيرةً دوماً بقُــــربي
أنا لا أستطيع العيشَ حيّا
وفقْهُكِ بيننا قد صـار غيّا
تعلّمكِ الصّــــغارُ بلا ابتكارٍفكان
تعـــــــــــلّماً باللّغــــــو عيّا
وفي إعْرابِ فقْهِ النّحو أضحوْا
كُسالى لا لهُم في الفهْـــــم ريّا
يئنُّ الضّاد تحت الجهل قَهْراً
لأنّ الفهمَ قدْ أمسى عصيّـا
وكيف سأستطيعُ النّوم ليلاً
وليلي قد غدا ليلاً شقــيّــا
أحبّك أنت يا لغةَ الجمال
ففيك الذّكرُ ينـــضحُ بالكمالِ
وسعتِ كتاب ربّ العالمين
بِعلْم قدْ تقدّسَ بالجــــلالِ
وفي كلّ العصور تركتِ مجداً
أضاءَ الكوْنَ فاخْترقَ اللّــيـالي
بيانُكِ لو ينافسُ نور شمسٍ
تجاوزَها بِنوركِ في الجـمالِ
وليس النّورُ كالظّــــلماء كلاّ
وقولُ الحقّ أقوى في الجـدالِ
سلوا لغتي متى يأتي الرّبيع
متى الأنباءُ ينشـــرُها المُذيعُ
نفكّـــرُ في الزّعيم بلا حدود
وكمْ يشـتاقُ عـــنترةُ الجميعُ
رمانا الجبنُ بالإذْلالِ حتّى
غدونا أمّةً لا تستطــــــيعُ
نبرّرُ عجْزنا بالسّلم دوماً
ونحنُ لأمْرهِمْ دوْماً نطيــعُ
كأنّ شعوبنا انهزمتْ فنامتْ
وحلّ بأهلها النّكدُ الــــمُريعُ
سلوا لغتي إلى أين المسيرُ
فقد غمُضَ التّوجّهُ والمصيرُ
تعطّلتِ الثّقافةُ في بلادي
وعمَّ الجهلُ فانــتشرَ الحميرُ
وهذا الوضعُ قهقرنا جميعاً
فساءَ الحالُ وانعدمَ الضّـميرُ
نُجَعْجِعُ في الحياة بلا طحينٍ
ونُبدِعُ في الوعود ولا نسـيرُ
وتلك مصيبةٌ حلّت بأهلي
عواقبُها سيحـصدُها الكثـير
حروفُك يُستعادُ بها البصرْ
وسِحْرُكِ في العصور قد انتشرْ
أحنُّ إليك في نوْمي وصحوي
وكسْبُ العلم ينهــــضُ بالبشر
ملكتِ محبّتي وأنا فخورٌ
بحبّ الفقــهِ في فلـكِ العِبَــرْ
ولي أملٌ بأن تحييْنَ فينالأنّك
أنت صانـــــــــــــــــعةُ القــدرْ
ولن أرتاحَ في التّفكير حتّى
أرى لغةَ الحَضارَةِ في القمـرْ
بكينا في بلاد المسلمينا
بفعل تكالب المتسـلّطيـنا
كأنّ شريعة الإسلام غابت
فأظلم سـعـينا أدبا وديـنا
وقد كثرت ذئاب الغاب فينا
فساد النّهبُ أرضَ المـسلميـنا
ونحنُ كما ترانا في انحطاطٍ
نُعرْبدُ فوق جهل الجاهـلينـا
نقبّل في الأكفّ وفي النّعالِ
ونقبل بالتّــــــسلّط أجمعينا
أرى النّمرودَ في وطن العربْ
تعدّد في الصّفات وفي اللّقبْ
تسلّط في الشّعوب فصارَ ربّا
يُمارس ما يشـاءُ ولا عـجبْ
وما النّمرودُ إلاّ إســــمُ طاغٍ
به الأمثالُ تُضْربُ في الحقـبْ
وفي وطن النّماردة انبطحْنا
فضاع العزمُ وانتشر الشّغـبْ
نقادُ إلى الضّلالِ بلا ضميرٍ
وننتخبُ اللّــئيمَ ومن نصبْ

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.