رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 4 يوليو 2025 3:24 ص توقيت القاهرة

سامي بوادي يكتب: أقوال صائم..وقفات مع حياة الفاروق

ان من أعظم النعم والمنن التي ينعم الله -سبحانه وتعالى- بها على من يشاء من عباده، التميز بين الحق والباطل، وبين أهل الحق، وأهل الباطل، وضبط ما يخالف الحق، وما يوافقه. فإن اللّه سبحانه وتعالى بعث محمداً بالهدى ودين الحق؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ففرق به بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والرشاد والغي، والصدق والكذب، والعلم والجهل، والمعروف والمنكر، وطريق أولياء اللّه السعداء وأعداء اللّه الأشقياء؛وبين ما عليه الناس من الاختلاف، وكذلك النبيون قبله فأفرد الله الصراط، وجمع السبُل، وأمرنا أن نسأله ذلك في كل صلاة اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ[الفاتحة: 6 - 7] فهو احد، وقال سبحانه وتعالى: قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ [الحجر: 41]  قال ابن القيم -رحمه الله-: "والمقصود أن طريق الحق واحد إذ مرده إلى الله الملك الحق، وطرق الباطل متشعبة، ومتعددة" 
والله -سبحانه وتعالى- يُفرد الحق، ويجمع الباطل، كما في قوله عز وجل: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ [الأنعام: 153]، وجمَع السبل؛ لأن طرق الضلال متشعبة، وكثيرة، ولا حصر لها، وأفرد الحق، والصراط؛ لأنه واحدٌ لا يتعدد
و مع انتشار الفتن التي لا تنفك عن المسلمين في وقتنا الحاضر، فقد الناس فيه المعيار والمقياس الذي يقاس به الحق، ويقاس به الباطل، والذي ينكر به المنكر، ويُرد به الخطأ، وخيمت علينا حالة من التيه والتغبيش، فنسينا أن مردنا هو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسينا أن في هذا الكتاب حكم ما بيننا.وعلينا ان نحذر من أن نأخذ ديننا من غيرنا من المأجورين المتاجرين باسم الدين  ،بل ان  الفتوى التي تصدر من العلماء لا بد وأن يكون لها بيئة، ولا بد وأن تكون بينة، وأن يراعى فيها المبادئ القرآنية والسنن الإلهية والنموذج المعرفي للمسلمين، فلا ينبغي للعالم أن يتأثر بمناهج الغرب ومبادئهم، وإن كان لا بد عليه أن يطلع على تلك المبادئ ويعرفها ويراعيها، ولكن لا يتأثر بها ويجعلها منطلقا له أو إطارا مرجعيا.
والتاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول وتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل امر هام ومفيد ففي تاريخهم عبر ودروس وعظيم الامثلة لعظماء الرجال
ومن اكبر القامات كان الصاحب الثاني والخليفة الثاني أيضاً لرسول الإسلام محمد بن عبدالله وأحد أهم رفقته، رفقة وصلت إلى حدّ الجوار في الحياة البرزخية، فَقبره يتجاور مع قبريّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسلفه أبوبكر الصديق رضي الله عنه
 انه عمر بن الخطاب رضي الله عنه الفاروق الذي كان في الجاهلية ذا مكانة رفيعة وكلمة مسموعة بين أشراف قريش الذين ينتمي إليهم، وصاحب فراسة وفطنة ودهاء، متميزاً بالشجاعة والقوة والهيبةغليظاً حاذقا ذو قوة فائقة و كان قبل إسلامة أشد عداوة لدين الله و كان من أشد الناس عداوة لرسول الله و لم يرق قلبة للإسلام أبداً .وفى يوم من الأيام قررعمر بن الخطاب قتل سيدنا محمد فسن سيفة و ذهب لقتل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , و فى الطريق وجد رجلاً من صحابة رسول الله و كان خافياً لإسلامة فقال له الصحابى إلى أين يا عمر ؟ قال عمر ذاهب لأقتل محمداً , فقال له الصحابى وهل تتركك بنى عبد المطلب ؟ قال عمر للصحابى الجليل أراك اتبعت محمداً ؟! قال الصحابى لا و لكن أعلم يا عمر (( قبل أن تذهب إلى محمد لتقتله فأبدأ بآل بيتك أولاً )) فقال عمر من ؟ قال له الصحابى : أختك فاطمة و زوجها إتبعتوا محمداً , فقال عمر أو قد فعلت ؟ فقال الصحابى : نعم .
فأنطلق عمر مسرعاً غاضباً إلى دار سعيد بن زيد زوج أخته فاطمة رضي الله عنها , فطرق الباب و كان خباب بن الأرت يعلم فاطمة و سعيد بن زيد القرأن , فعندما طرق عمر الباب فتح سعيد بن زيد الباب فأمسكة عمر و قال له : أراك صبأت ؟ فقال سعيد يا عمر : أرأيت إن كان الحق فى غير دينك ؟ فضربه عمر و أمسك أخته فقال لها : أراكى صبأتى ؟ فقالت يا عمر : أرأيت إن كان الحق فى غير دينك ؟ فضربها ضربة شقت وجهها , فسقطت من يدها صحيفة ( قرآن ) فقال لها ناولينى هذة الصحيفة فقالت له فاطمة رضى الله عنها : أنت مشرك نجس إذهب فتوضأ ثم إقرأها , فتوضأ عمر ثم قرأ الصحيفة وكان فيها { طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)إِلاّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3) تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)} سورة طـه.
فأهتز عمر و قال ما هذا بكلام بشر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله و قال دلونى على محمد , فقام له خباب بن الأرت و قال أنا ادلك عليه فذهب به خباب إلى دار الأرقم بن أبى الأرقم . فطرق الباب عمر بن الخطاب فقال الصحابة : من ؟ قال : عمر , فخاف الصحابة واختبؤا فقام حمزة بن عبد المطلب و قال يا رسول الله دعه لى , فقال الرسول أتركه يا حمزة .فدخل عمر فأمسك به رسول الله و قال له : أما آن الأوان يا بن الخطاب ؟ فقال عمر إنى أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله , فكبر الصحابة تكبيراً عظيماً سمعتة مكة كلها .فكان إسلام عمر نصر للمسلمين و عزة للإسلام و كان رسول الله يدعوا له دائما و يقول (( اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين)) و هما عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام
و من هنا بادر سيدنا عمر بن الخطاب بشجاعته و قام و قال لرسول الله : يا رسول الله : ألسنا على الحق ؟ قال الرسول نعم , قال عمر أليسوا على الباطل ؟ قال رسول الله : نعم , فقال عمر بن الخطاب : ففيما الإختفاء ؟ قال رسول الله : فما ترى يا عمر ؟ قال عمر : نخرج فنطوف بالكعبة , فقال له رسول الله : نعم يا عمر , فخرج المسلمون لأول مرة يكبروا و يهللوا فى صفين , صف على رأسة عمر بن الخطاب و صف على رأسة حمزة بن عبد المطلب . و بينهما رسول الله يقولون: الله أكبر و لله الحمد حتى طافوا بالكعبة فخافت قريش و دخلت بيوتها خوفاً من إسلام عمر و من الرسول و صحابته رضى الله عنهم من هذا اليوم سمى رسول اللّه عمر بالفاروق لأنه أظهر الإسلام وفرق بين الحق والباطل 

بل انه لما أسلم عمر قال المشركون قد انتصف القوم اليوم منا وأنزل اللّه{ يا أيها النبي حسبك اللّه ومن اتبعك من المؤمنين} الأنفال: 64 . كان إسلام ابن الخطاب انفراجاً لضيق المسلمين وفتحاً لهم، وقد فرحوا بإسلامه فرحاً عظيماً، إذ أمِن المسلمون بعد إسلامه أن يُصلّوا في جوار الكعبة، وقد كانوا يخافون قبل ذلك، وقد حسن إسلام عمر رضي الله عنه، وفاق من قبله ومن بعده، حتى امتدحه النبيّ في أكثر من موضع، إذ قال فيه مرة: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه".

وتوافق عمر مع القرآن الكريم، إذ تعدّدت الكلمات التي قالها، ثم نزل القرآن الكريم في نفس لفظه، مثل سؤاله للنبي صلى الله عليه وسلّم أن يتخذ من مقام إبراهيم مصلّى، فنزلت الآية: {اتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى}.

إذا كان الأسلوبُ هو الرجلَ كما يقولون، فإن الاقترابَ من بلاغة عمر بن الخطاب هو بمعنًى من المعاني اقترابٌ من شخصيته الآسرة، وتفاعلٌ مع جوانب عبقريته التي صنعت الحضارة، وأسَّست الدولة الإسلامية الأولى.وأحبُّ هنا أن أتوقف أمام نصٍّ واحد من البلاغة العمرية، وهو على إيجازه ممتلئ بالمعنى، مشبع بالدلالة، ولعلَّها الكلمة الأولى في اللقاء الأول بين النبي صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب بعد إسلامه.
قال عمر رضي الله عنه للنبيِّ صلى الله عليه وسلم بعد أن أسلم: (يا رسول الله، لا أدَعُ مجلسًا جلستُه في الكفر إلا أعلنتُ فيه الإسلام)
فبعد أن أشرقتْ شمسُ الإيمان في قلب عمر رضي الله عنه، نراه قويًّا صريحًا، ناطقًا بالحقِّ الذي يعتقده، متسقًا مع نفسه، مدافعًا عن قناعاته، تمامًا كما كان حاله في الجاهلية.ولكِنْ ثَمَّة شيءٌ جديد قد حدث؛ وهو أنه عرَف الحق؛ فصار أحرَصَ على نصرته، كما كان في الجاهلية حريصًا على نصرة آلهة قومِه وعقيدتهم، بل أشد

صحب عمر رسول اللّه أحسن صحبة وبذل في نصره ماله ونفسه، وجاهر بالإسلام حتى أعزه. ولما أمر النبي بالهجرة هاجر جميع الصحابة مستخفين إلا عمر. فإنه لشدة بأسه هاجر على ملأ قريش، فتقلد سيفه وتنكب قوسه وانتضى في يده اسهما واختصر عنزته ومضى قبل الكعبة والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعا ثم أتى المقام فصلى متمكنا ثم وقف على حلقات قريش واحدة فواحدة وقال لهم: شاهت الوجوه لا يرغم اللّه إلا هذه المعاطس من أراد أن تثكله أمه ويؤتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي. قال علي بن أبي طالب، فما تبعه أحد إلا قوم من المستضعفين علمهم وأرشدهم ومضى لوجهه و من هنا بدأ نشر الإسلام علنا هذا كان من عز الاسلام بعمر رضي الله عنه وأرضاه 
وكان عمر رضي الله عنه رؤوفًا رحيمًا بالنبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على دفع الأذى والمشقة والعنت عنه صلى الله عليه وسلم، ومن الآثار الدالة على ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن أشياء كرهها، فلما أكثر عليه غضب، ثم قال للناس: "سلوني عما شئتم"، فقال رجل: مَن أبي؟ قال: "أبوك حذافة"، فقام آخر فقال: من أبي يا رسول الله؟ فقال: "أبوك سالم مولى شيبة"، فلما رأى عمر ما في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا رسول الله إنا نتوب إلى الله عز وجل. وفي رواية عند البخاري في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يقول: "سلوني ما شئتم"، فبرك عمر على ركبتيه وجعل يقول: "رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا"، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم [2]. ولما حُضر النبي صلى الله عليه وسلم ودنا أجله قال: "هلم أكتب لكم كتابًا لا تضلوا بعده"، وكان عنده رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال عمر رضي الله عنه: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب ربنا [3].

ودخل عمر رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على حصير، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، قال: فرأيت أثر الحصير في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يبكيك؟" فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: "أما ترضى أن تكون لهما الدنيا ولك الآخرة"
كان الفاروق العظيم عمر بن الخطاب إذا سن قانونا أو حظر أمرا أو أراد أن يلزم الناس بشىء من الخير جمع أهله وأقاربه أولا وقال لهم: «إنى قد نهيت الناس عن كذا وكذا.. وإن الناس ينظرون إليكم كما ينظر الطير إلى اللحم.. فإن وقعتم وقعوا.. وإن هبتم هابوا.. وإنى والله لا أوتى برجل منكم وقع فيما نهيت الناس عنه إلا ضاعفت له العذاب لمكانه منى.. فمن شاء منكم فليتقدم ومن شاء فليتأخر
علي انه كان  متواضعًا مُحاسبًا دومًا لنفسه، فقد ذُكر عن "عروة بن الزبير" أحد مؤرخي الدولة الإسلامية في ذلك الوقت، أنه رأى أمير المؤمنين يحمل على عاتقه قربه ماء، فقال له: "يا أمير المؤمنين، لا ينبغبي لك هذا"، فرد رمز العدل قائلًا: "لما أتاني الوفود سامعين مطيعين، دخلت نفسي نخوة؛ فأردت أن أكسرها"، وفي رواية أخرى: "إن نفسي أعجبتني فأردت أن أذلها".
ولم يكن " ابن الخطاب" يعطي لنفسه امتيازات لكونه أمير المؤمنين غير التي يأخذها المسلون، فقد كان في عام الرمادة، الذي أصيب فيه المسلمين بالقحط و الجوع، لا يأكل إلا الخبز والزيت حتى أسود جلده ويقول: "بئس الوالي أنا إن شبعت والناس جياع"، وكان يحدث بطنه قائلًا: "قرقري أو لا تقرقري، لن تذوقي اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين".
وقيل عن عمر، أنه حين نزل رفقة من التجار إلى المدينة المنورة، طلب من الصحابي "عبدالرحمن بن عوف"، أن يحرسهم، فسمع "الخطاب"، بكاء صبي فتوجه نحوه فقال لأمه: "أتقي الله تعالى وأحسني إلى صبيك"، ثم عاد إلى مكانه فسمع بكاءه فعاد إلى أمه فقال لها نفس الحديث، ثم عاد مكانه فلما كان آخر الليل سمع بكاء الصبي فأتى إلى أمه فقال لها: "ويحك إنك أم سوء مالي أرى ابنك لا يقر منذ الليلة من البكاء؟".
فقالت: "يا عبد الله -وهي لا تعلم أنه عمر بن الخطاب- أني أشغله عن الطعام فيأبى ذلك"، قال: "ولم؟"، فردت عليه: "لأن عمر لا يفرض النفقة إلا للمفطوم"، فرد أمير المؤمنين: "بؤسًا لعمركم قتل من أولاد المسلمين"، ثم أمر مناديه فنادى لا تعجلوا صبيانكم عن الفطام، وفرض نفقة لكل مولود في الإسلام.
وقيل عن "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه، أنه رأى سيدنا "عمر" وهو يعدو إلى خارج المدينة، فقال له: "إلى أين يا أمير المؤمنين؟"، فرد عليه: "قد ند بعير -أي هرب- من أبل الصدقة فأنا أطلبه"، فقال علي: "قد أتعبت الخلفاء من بعدك يا عمر"، فرد الأخير عليه: "لو أن بغلة تعثرت في العراق لسُئل عنها عمر لما لم تمهد لها الطريق؟".وعن "أسلم مولى" -أحد أشهر رواه الحديث-، قال أنه خرج في ليلة مع سيدنا "عمر"، إلى مكان ممتلئ بالصخور.
وحين مرض عمر، رضي الله عنه يومًا وصفوا له العسل كدواء، وكان بيت المال به عسلًا جاء من البلاد المفتوحة، فلم يتداوى به أمير المؤمنين، إلا بعد أن جمع وصعد المنبر واستأذن منهم قائلًا: "لن استخدمه إلا إذا أذنتم لي، وإلا فهو علي حرام"، فبكت الجموع اشفاقًا عليه وأذنوا له.
فرغم شدة عمر على الكفار، إلا أنه كان رحيماً عطوفاً على المؤمنين، وازداد عطفه وإشفاقه على المسلمين بعد توليه الخلافة، إذ قال يوماً: "ثم إني قد وَلِيتُ أموركم أيها الناس، فاعلموا أن تلك الشدة قد أُضعِفت، ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي على المسلمين، فأما أهل السلامة والدين والقصد فأنا ألينُ لهم من بعضهم لبعض أمضى عمر بن الخطاب أيام صحبته لرسول اللّه في الدفاع عنه وبذل حياته في سبيل دعوته وكان يظهر في ذلك من الغيرة وشدة العناية ما لا يصدر إلا ممن شرح اللّه صدره للإسلام فهو على نور من ربه". .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
3 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.