رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 6 مايو 2024 6:16 ص توقيت القاهرة

سـامى بـوادى يـكـتـب.. يوليو الكرامة

فى صباح يوم ٢٣ يوليه١٩٥٢ تمت إذاعة البيان التالي من دار الإذاعة المصرية :
اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم ، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش ، وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين ، وأما فترة ما بعد الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد ، وتآمر الخونة على الجيش ، وتولى أمره إما جاهل أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها ، وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا ، وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفى خُلقهم وفى وطنيتهم ، ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج  ، والترحيب.. 
خالص التهاني لجموع الشعب المصري وقيادته وجيشه الأبى بمناسبة حلول ذكرى ثورة ٢٣يوليو المجيدة؛ والتي قادها ابناء جيش المصري عظيم يدركون كرامة هذا الوطن ويرفضون تبعيته لأي قوة خارجية  لتكون بداية لتاريخ جديد من الكرامة والتحرر من الإستعمار، وبداية نهضة في الصناعات الوطنية في مجالات عدة  كالحديد والصلب والغزل والنسيج وغيرها
ثورة ٢٣ يوليو التى حولت نظام الحكم بمصر من الملكية إلى النظام الجمهورى، بما تبع ذلك من تطورات اجتماعية واقتصادية مهمة، استرد المصريون من خلالها كرامة كانت تئن من استعمار وتدخل اجنبي خارجى وأستعادوا وطن مسلوب على مدى عقود طويلة من الزمان، وكان شباب الضباط بمثابة أيقونتها وان اختارو الالتفاف حول اللواء نجيب رحمه الله لايمانهم وقناعتهم باهمية دور الخبرة وكبار القادة في تولي الصفوف الاولى 
الوثائق تثبت انلمصر تاريخ طويل في الثورات أكد من خلالها الشعب المصر ي أنه شعب يتميز بالصبر والتريث، وليس شعبًا مسالمًا خانعًا يرضى بالذل، ويصمت على العار والهوان، وينام على الضيم. فقد أثبتت الأحداث عبر التاريخ أن الشعب المصر ي تجاوز كثيرًا ما حل به من كوارث، تلمسًا لطريق النجاة، وبعد فيض الكيل يتجه إلى الخلاص، خلاص ليس له طريق سوى الثورة وتغيير الأمر الواقع. بيده وسواعد شبابه وابطاله
كانت اول حدث تاريخي لإلتفاف الشعب المصري حول قواته المسلحة، وما اعيادنا الوطنية التي سطرت في كتب التاريخ بأحرف من نور،  الإ حافزا لاستمرار مسيرة الاستقرار والتنمية التي يشارك فيها المصريين بسواعدهم، واستمرار مسيرة الدعم لجنودنا البواسل المستمرين على الدرب والعهد للتضحية بدمائهم الزكية في سبيل الدفاع عن تراب الوطن الغالي
وتهل علينا ذكراها هذا العام ونحن  في ظروف مشابهة لدولة تتحدى المستجدات الدولية الصعبة في استمرار عجلة الأنتاج وتسابق الزمن في إنجاز أكبر عدد من المشروعات العملاقة؛ فضلًا عن التصدي للمؤامرات التي تستهدف تقدم الدولة واستقرارها وردع كل من يهدد حدودها وأمنها.تلك الثورة التي جسدت تطلعات الشعب المصري نحو الحرية والكرامة والاستقلال، والتي لا نزال نستكملها الآن، رغم كل التحديات الداخلية والخارجية التي يمر بها وطننا الغالي،

كما تذكرنا ذكري هذا اليوم  العظيم بدور ثورة يوليو من انجازات ملموسة علي المستوى العربي  فى توحيد الجهود العربية وحشد الطاقات لصالح حركات التحرر العربية، وأكدت للأمة من الخليج الى المحيط ان قوة العرب في توحدهم وتحكمها أسس أولها تاريخي وثانيها اللغة المشتركة لعقلية جماعية وثالثها نفسي واجتماعي لوجدان واحد مشترك. ولا ننسي ما أقامتع الثورة  من تجربة عربية في الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958، بعدها قامت الثورة بعقد اتفاق ثلاثي بين مصر والسعودية وسوريا ثم انضمام اليمن للدفاع عن حق الصومال في تقرير مصيره. ساهمت الثورة في استقلال الكويت. وقامت الثورة بدعم الثورة العراقية، وأصبحت مصر قطب القوة في العالم العربي مما فرض عليها مسئولية الحماية والدفاع لنفسها ولمن حولها. ساعدت مصر اليمن الجنوبي في ثورته ضد المحتل حتى النصر وإعلان الجمهورية. ساندت الثورة الشعب الليبي في ثورته ضد الاحتلال، كما دعمت الثورة حركة التحرر في تونس والمغرب حتى الاستقلال.
 ولعبقرية تكاتف الشعب بجيشه ستظل ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ واحدة من أهم الثورات فى التاريخ الحديث بما خلفته من آثار سياسية واقتصادية واجتماعية غيرت وجه الحياة فى مصر ، وفى الوطن العربي كله ، وعلى امتداد العالم الثالث.. فما ان هب ابناء الجيش المصرى بحركتهم المباركة  لتخوض مصر في تلك الفترة معارك ضد الاحتلال ، والإقطاع والرأسمالية والنظام الملكي ، كان للشعب بكافة طوائفه وابنائه المخلصين الواعين  دور في الوقوف بجانب الثورة لدعمها ومساندتها وتثبيت اعمدتها  .
وبفضلهم حركت ثورة يوليو مياه الثقافة الشعبية  الراكدة ورسمت ملامح الحياة علي وجه الوطن العربي لتبشر بانتهاء حكم المستعمر ، وإعلان الحريات في مختلف أوجه الحياة  ووصلت الثقافة الوطنية  بمفهومها الواسع الى قلب الشارع المصرى والعربي ، واسترجعت مصر بهاءها ورونقها  لتصبح بحق منارة لأمتها العربية .لتصبح مصر واحة للحرية والسلام ورمزًا للتقدم والتنوير فى العالم أجمع، حفظ الله للوطن ابنائه ومقدراته ومكانته ودمتم في سلامٍ ودامت بلادنا في وحدة ونماء وبركة، بجهود أبنائها المخلصين

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.